من المعروف فتركيا دولة علمانية، ولم يستطع حزب أردوغان تعديل ولو مادة واحدة من قانون ودستور البلاد، فهي كما وضعت في عهد مؤسس الجمهورية وقائد الحركة الوطنية التركية مصطفى كمال اتاتورك، لكن الغريب في الأمر أن نظام تركيا العلماني المغلف بغطاء الدين، يعمل اليوم على تصدير الإسلام السياسي إلى المنطقة العربية، بدء بسوريا التي تعتبر مفتاح المنطقة العربية.
لماذا الإسلام السياسي تحديدا؟. من المعروف فإن قوى الإسلام السياسي الإرهابية لا تؤمن بمشروع الدولة، بل تعمل على نشر الفوضى والعنف وتقويض عوامل الاستقرار والسلام في البلد الذي تتواجد فيه، وهذا هو المدخل للوصول للشرق الأوسط الكبير. لم يبدأ مشروع تفتيت المنطقة اليوم، فقد جرى في السابق إسقاط الدولة في العراق، برغم أنها دولة علمانية وتم استبدالها بمليشيات دينية (شيعية وسنية)، ليتبع ذلك إسقاط دول عربية أخرى، واليوم يجري على قدم وساق إسقاط الدولة في سوريا رغم علمانيتها، ليتم استبدالها بمليشيات دينية من نوع آخر، وهذا المشروع ذاته سينسحب على كامل المنطقة العربية إذا نجح في سوريا.
لماذا يسعى الغرب وأعوانه لإسقاط الدول العلمانية، واستبدالها بجماعات دينية؟. في الحقيقة السبب واضح بجلاء، فالفرق بين القوى العلمانية والجماعات الدينية، هو الفرق بين الصراع والسلام، وبين الفوضى والاستقرار وبين البناء والتخريب.