عندما نتحدث عن القادة فأننا بصدد الحديث عن رجال ذوي همم عالية، يمتلكون القدرة على التأثير في سلوك وممارسات الأخرين بدون أي سلطة رسمية ممنوحة لهم. فالقيادة تُكتسب من خلال العمل الميداني، والاندماج مع الآخرين وتقبلهم على علاتهم والالتفات لهمومهم، والرغبة في مساعدتهم على تجاوز العقبات، وبذلك تنشأ علاقة متينة بين القائد وأتباعه، قوامها الاحترام والثقة والتعاون والحب المتبادل.
سينصب الحديث هنا عن شخصية قيادية لها إسهاماتها في إطار الثورة الجنوبية منذ انطلاقتها في العام ٢٠٠٧م، ولكنها مع ذلك تظل شخصية مغمورة لم يُسلط عليها الضوء؛ ولم تلق حقها من الاهتمام، أنه القائد محمد عبدالله كندوح.
لقد شارك الرجل بشكل فاعل في مختلف مراحل الثورة الجنوبية السلمية والمسلحة، حيث حرص دوما على حضور مختلف الفعاليات والاحتجاجات السلمية، التي شهدتها محافظات الجنوب منذ ٢٠٠٧م، كما شارك في معركة الدفاع عن الجنوب وتحريره من الاجتياح الحوعفاشي التي انطلقت في ربيع عام ٢٠١٥م، وذلك في أكثر من جبهة وموقع، ومن ذلك مشاركاته في الوبح وشخب وحجر، ومواقع السوداء وعساق،..وغير ذلك من مواقع، ثم التحق في اللواء الثاني صاعقة، وكان له حضور بارز في جبهة حبيل الكلب، علاوة عن دوره في توجيه الأفراد وتحفيزهم على المشاركة في القتال وحفر المتارس، كما ساهم بدور واضح في عملية تدريب الأفراد المقاتلين على أرض الميدان، كما يعد كندوح من العساكر القدامى، وشارك قبل ذلك في حروب صعدة.
لم تتوقف إسهامات القيادي محمد عبد الله (كندوح) عند نقطة معينة، بل ساهم المذكور في جبهة بتار، ضمن قيادة الكتيبة الأولى باللواء الأول صاعقة بعد عملية هيكلته، حيث اضطلع بدور بطولي في العمل المسلح في جبهة بتار كقائد فصيلة، باذلا جهودا واسعة في عمله ودون كلل أو ملل، إيمانا منه بقيمة العمل العسكري سيما في ضوء التهديدات التي تواجه البلد الجنوبي على أكثر من صعيد.
تحية حب وإجلال للقائد محمد عبد الله كندوح، نتمنى له دوام الصحة والسعادة.