حظيت زيارات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بترحيب وحفاوة كبيرة خلال جولاته في مختلف محافظات الجنوب، وذلك في توقيت اعتقدت القوى المعادية أنه سيأتي بالنقيض لما هو متجسد على أرض الواقع، أي القطيعة بين شعبنا وقيادته.
لم يأتِ هذا الاحتفاء وزخم الاستقبال للرئيس القائد من فراغ، بل كان نتاج عوامل عدة، لعل أبرزها التاريخ النضالي الكبير للرئيس القائد، بوصفه قائد الثورة الجنوبية التحررية ورمزها، إضافة إلى تقدير عامة شعبنا الجنوبي لنضالاته والإنجازات التي تحققت بقيادته منذ الطلقة الأولى للثورة وحتى اليوم، وثقتهم بجدارته في حسم المواجهات التي يخوضها على أكثر من جبهة.
كما أن شعبنا، من خلال حفاوة استقباله للرئيس القائد وزخم الحضور في اللقاءات الموسعة التي ترأسها، أراد إيصال رسالة مفادها أن الجنوب وشعبه لا يقبل أي مشروع سوى المشروع الوطني التحرري الذي يقوده الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ،القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ، كما أن ماكينتهم الدعائية الإعلامية والسياسية، التي تحاول عبثًا النيل من سيادته ومن المجلس الانتقالي ومن قضيتنا الوطنية الجنوبية، لن تزيدنا إلا حبًا وتمسكًا به وبقضيتنا، وإصرارًا على حسم ثورتنا التحررية واستعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة.
دلالات ورسائل الاحتفاء
لم يكن استقبال أبناء شعبنا الجنوبي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي واحتفاؤهم بزياراته الميدانية إلى كل من أبين، ولحج، والضالع، وشبوة، والمهرة مجرد حدث سياسي، بل هو مشهد يعكس – وبدرجة رئيسية – قوة القضية الجنوبية في المعادلة السياسية، وزخمها، وتمسك الشعب بها، والتفافه حول قيادته، كما يحمل هذا الاستقبال في طياته معاني الولاء والانتماء والتقدير، وكان نتيجة متوقعة لنضالات وجهود قائد وضع مصالح شعبه فوق كل اعتبار، فاستحق أن يُحتفى به، وأن يُستقبل بحب وتقدير.
وقد عكست تلك المشاهد الاحتفائية لزيارات الرئيس القائد جملة من الحقائق والرسائل التي لا يمكن تجاهلها، وهي على النحو التالي:
إن العلاقة بين شعب الجنوب وقيادته ليست علاقة عابرة، بل هي علاقة مصير مشترك، امتدت عبر أجيال من النضال، وشراكات التضحية، وصناعة الانتصارات، وتتجلى ذروة قوتها في لحظات كهذه، حيث تلتقي القلوب تحت راية الهدف والوطن الواحد: الجنوب.
إن خروج الشعب، وفي شهر رمضان، وفي ظل هذه الظروف، لاستقبال قيادته ليس مجرد بروتوكول رسمي، بل هو تعبير عفوي عن المحبة والولاء والتقدير للدور الذي يؤديه الرئيس القائد في قيادة الوطن نحو المستقبل المنشود.
جسّدت مشاهد الحفاوة العلاقة المتينة بين قيادتنا العليا، ممثلة بالرئيس الزبيدي، وبين عامة الشعب، وعكست مشاعر الفخر والانتماء التي يحملها المواطنون تجاه الرئيس القائد والمجلس الانتقالي.
كانت مظاهر الاستقبال الاحتفائية والحضور الكبير في اللقاءات والاجتماعات التي شهدها وترأسها الرئيس القائد رسالة واضحة بأن شعب الجنوب، من باب المندب غربًا إلى المهرة شرقًا، يقف خلف قيادته، ملتفًا حولها في مختلف الظروف.
عكست تلك المشاهد الاحتفائية، وزخمها الجماهيري بمشاركة مختلف الشرائح والفئات – رجالًا ونساءً، شبابًا وشيوخًا، وقيادات عسكرية وسياسية، وسلطات محلية، ووجهاء وأعيان – رسالة أخرى تتعلق بوحدة الصف الوطني الجنوبي، ومدى تماسك الشعب واصطفافه حول قيادته، وإيمانه بقدرتها على تجاوز الصعاب وتحقيق الأهداف العليا، وعلى رأسها التحرير والاستقلال، فضلًا عن جدارتها في تفكيك الأزمات المفتعلة، وتحريك عجلة البناء، وإصلاح الأوضاع بالقدر الذي يخفف من معاناة الشعب.