لسنا هنا في وارد الرد على من أخرجتهم عن طورهم وأفقدتهم الصواب والحجة والمنطق معا؛ الزيارات التي يقوم بها القائد الوطني الجنوبي عيدروس الزبيدي لمحافظات الجنوب؛ ولا معنيون هنا بتفنيد مضامين وأهداف حملتهم الهستيرية على هذه الزيارات؛ لأنها معروفة ومفضوحة تماما أمام شعبنا الجنوبي العظيم؛ فحملاتهم هذه إن دلت على شيء إنما تدل على درجة الوجع والخوف والهلع الذي أصابهم بسبب هذه الزيارات؛ وعلى خيبة أملهم وإفلاسهم السياسي.
فقد مثلت نقلة نوعية في مسار التواصل الوطني على إمتداد خارطة الجنوب؛ وشملت اللقاءات كل القيادات والنخب المتعددة الصفات والمهام والمكانة الإجتماعية؛ ومثلت بحق تدشينا موفقا لمرحلة جديدة عنوانها العريض التوحد ورص الصفوف وتعزيز وحدة وتماسك جبهة الجنوب الداخلية.
وما نود التأكيد عليه هنا وبصورة أساسية نضعه في إطار النقاط الخمس التالية :
( ١ ) أتت هذه الزيارات الميدانية لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي؛ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي؛ بعد أن سبقتها الزيارات الناجحة لفرق التواصل والحوار والتقييم التي كلفت بهذه المهمة؛ وشملت كل المحافظات ومديرياتها ومناطقها المختلفة؛ وبعد أن تم إستخلاص ما تمخضت عنه من نتائج وعلى مختلف المستويات؛ وبالتالي ولضمان ترجمتها سياسيا ووطنيا وإجتماعيا؛ فقد أستدعت الضرورة أن يتولى الرئيس الزبيدي هذه المهمة الميدانية وبكل أبعادها وأهدافها القريبة منها والبعيدة.
وبالمناسبة هذه الزيارات هي الأولى في تاريخ الجنوب السياسي؛ التي يقوم بها قيادي جنوبي كبير ومعه مثل هذا العدد من الوزراء والقيادات المعنية الأخرى؛ إلى كل محافظات الجنوب الواحدة تلو الأخرى دون فاصل زمني؛ وحملت في مضامينها ما هو أعمق وأكبر من أي زيارات روتينية أو تفقدية.
( ٢ ) يمكننا القول بأن هذه الزيارات واللقاءات قد شكلت فعلا وطنيا وسياسيا مدروسا؛ وليست زيارات إستعراضية أو دعائية أو من باب إثبات حضور الانتقالي وشعبيته في عموم محافظات الجنوب؛ والفترة المقبلة ستكون كفيلة بتبيان النتائج العملية لهكذا تحرك وطني وسياسي.
( ٣ ) ستبقى الآمال معقودة على إيجاد السبل المناسبة والمتاحة لحلحلة المشكلات القائمة وبهمة وعزيمة وطنية قوية تتناسب وحجم التحديات؛ مع ما يرافق ذلك بالضرورة من اعادة هيكلة وغربلة وطنية شاملة في قوام كل هيئات المجلس الانتقالي لتحقيق النجاحات المطلوبة؛ وبما يمكنه من إيجاد منظومة عمل فعالة ومتناغمة؛ تمنح أدائه الوطني والسياسي زخما وطنيا متجددا لا مجال فيه للعمل الوظيفي والنمطي الذي لا يليق بهذا الكيان الوطني الكفاحي في هذه المرحلة؛ ونكرر الدعوة هنا لتصحيح وتصويب مسار تجربته خلال الفترة الماضية سلبا وإيجابا وبشجاعة وطنية مخلصة ومدركة لأهمية وضرورة مثل هذه الإجراءات.
( ٤ ) نستطيع الجزم بأن هذا الحراك السياسي والوطني الذي أحدثته زيارات ولقاءات وخطابات وأحاديث رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي؛ وبما حملته من رسائل سياسية متعددة الإتجاهات؛ ليست بمعزولة عن الأحداث والتطورات التي تشهدها منطقتنا؛ ولا منقطعة الصلة عن الحراك المتعدد الأطراف إقليميا ودوليا بشأن حل الأزمة في اليمن؛ وبحث السبل المتاحة للوصول للسلام المنشود العادل والدائم وعودة الحقوق لأصحابها.
( ٥ ) لن تكون مثل هذه الزيارات – وفي تقديرنا على الأقل – من أنها قد تمت دون تنسيق وتفاهم ولو بالحد الأدنى مع أطراف التحالف الذي يرتبط به الانتقالي بعلاقات متينة منذ سنوات بشراكة عربية ولم تنقطع عمليا وما زالت قائمة حتى اليوم؛ وبغض النظر عن أية ملاحظات بشأن هذه الشراكة؛ وهو ما يعني بأن هذا التحرك سيكون له ما بعده سياسيا ووطنيا وعلى أكثر من صعيد.