أفاد تقرير نشره موقع تلفزيون وإذاعة “بي بي سي” البريطاني أن المجلس الانتقالي اقترب من إحكام السيطرة الكاملة على الجنوب، مشيرا إلى أن ملامح دولتين في الجنوب والشمال قد بدأت تتشكل على الواقع السياسي والعسكري لليمن.
وقال التقرير “تحت شعار الاستمرار في محاربة الإصلاح كأبرز ممثل للإسلام السياسي، فإن الانتقالي قد يكون قاب قوسين أو أدني من الوصول إلى عاصمة الوادي في محافظة حضرموت وآخر معقل للحكومة في المحافظة، ليكمل بذلك سيطرته الكاملة على جنوب البلاد، فيما لم يتبق للحوثيين سوى الإجهاز على مدينة مأرب النفطية ومناطق أخرى في وسط البلاد لإكمال هيمنتهم على شمال اليمن ليصبح التقسيم القائم أكثر وضوحاً بحدوده الشطرية السابقة”.
ونقل الموقع عن المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في بريطانيا، صالح النود قوله إن “هناك أدلة واضحة على وجود نوع من العلاقة المخفية هذه الجماعات الإرهابية ومنها الحوثي وحزب الإصلاح، ما تسبب في مشكلة، وأن هناك موقفا دوليا من هذا وليس فقط من قبل الجنوبيين”.
وأضاف، “ليس هناك ما يمنع أبناء الجنوب من أن يفرضوا سلطتهم على أرضهم، ولا سيما في ظل سيطرة الحوثيين على الشمال بالكامل تقريباً”.
ويقول رئيس مركز جهود الدراسات، عبد الستار الشميري إن “الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة إنما تكرس دويلة الحوثي، وستكرس أيضاً بما تبقى من جغرافية الشمال والجنوب النماذج نفسها بصور مختلفة تحت مظلة الشرعية”.
ويضيف الشميري أن “هذه الهدن الممتدة هي على المدى البعيد كارثة على القضية اليمنية”، مما يؤكد على سوداوية هذا المشهد مستقبلا بل إنه كـ “واقع موجود”، ما يرى الكاتب في جريدة العربي الجديد، نبيل البكيري أنه: “خطوات تجري للذهاب نحو الانفصال، وهي معلنة من قبل الانتقالي، أما الحوثي فهو انفصالي حتى لو لم يعلن عن ذلك، وهو عملياً يُعِدُّ دولته لكي ينفصل بالشمال”.
وجاء في التقرير “صحيح أن اليمن لا يزال على الخارطة دولةً ذات حدود معترف بها، غير أن من وجهة نظر آخرين ومن بينهم لجنة الخبراء في الأمم المتحدة بات تقريباً أكثر من دويلة أو حكومة في داخله، واحدة تحكمها حركة أنصار الله الحوثية في شمال البلاد وأخرى متنازع عليها بين الحوثيين والحكومة الشرعية في كل من محافظات مأرب شرقاً والبيضاء وتعز إلى الوسط، وسلطة ثالثة أو حتى رابعة تغلب السيطرة فيها لقوات متحالفة مع الإمارات، أهمها المجلس الانتقالي في جنوب البلاد وقوات حراس الجمهورية الشماليين في الساحل الغربي .