الجنوب في الأيام القليلة الماضية حقق مكاسب عديدة، بدءا من إخماد التمرد المسلح في محافظة شبوة، وصولا إلى إطلاق عملية سهام الشرق لتحرير محافظة أبين من إرهاب الإخوان والحوثيين وتنظيم القاعدة.
جهود الجنوب العسكرية دعتها حاضنة شعبية قوية، وطّدت من عزيمة أشاوس الجنوب المرابطين في جبهات القتال، وأكدت أن المجلس الانتقالي يساير الأمر وفقا لتطلعات الشعب الجنوبي.
هذا الوئام الشعبي مع الجهود العسكرية المبذولة يُنتظر أن يُترجم في المزيد من التحركات لتوسيع دائرة خلاص الجنوب من سرطان الاحتلال من كل أرجاء الوطن.
فإلى جانب شبوة وأبين، هناك جبهات جنوبية تنتظر الخلاص من ذلك الكابوس الإخواني، بينها مثلا محافظة المهرة التي تشهد عمليات استفزازية إخوانية متواصلة، ليس فقط على صعيد تحشيد الإرهابيين لكن أيضا من خلال القرارات التي يتم اتخاذها من قبل القيادات الإخوانية النافذة.
هذا الاستفزاز الإخواني تجلى مثلا في القرار الذي اتخذه المدعو إبراهيم حيدان بتعيين عنصر إخواني لقيادة ما تعرف بالقوات الخاصة في المهرة، في خطوة تشبه ما جرى في شبوة، وأشعلت غضبا جنوبيا عارما.
قرار حيدان كان بمثابة إشارة واضحة بأن الاحتلال اليمني يصر على إثارة حالة الصدام مع الجنوب ليس فقط على الصعيد السياسي أو الخدمي، لكن الأمر يشمل أيضا استعدادا لمرحلة جديدة من الصدام العسكري مع الجنوب.
هذا الأمر يفرض ضرورة حتمية مفادها أن يتحرك الجنوب بإجراءات استباقية تعزز من الأمن والاستقرار في كل أرجائه، وإفشال مخطط قوى الاحتلال عن إرهاق القوات المسلحة الجنوبية عبر توسيع المواجهات.
الوضع القائم على الأرض يمثل فرصة تاريخية أمام الجنوب لحسم معركة الإرهاب وهو أمرٌ يتيح تحرك الجنوب نحو تحقيق المزيد من المكاسب السياسية لإحداث نقلة نوعية في مسار قضية الشعب واستعادة الدولة.