الإثنين , 23 ديسمبر 2024
عدن-الرأي السقطري_خاص:
كتب/بلقيس المرهبي
تحل علينا الذكرى الحادية والخمسون لتأسيس الجيش الجنوبي في مثل هذا اليوم ففي العام 1971م تم افتتاح الكلية العسكرية لجيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في مدينة صلاح الدين بالعاصمة عدن وهي اول كلية عسكرية يتم فيها تأهيل الطلاب الدارسين في مختلف التخصصات العسكرية ووتدريبهم تربيتهم تربية عسكرية وطنية يكون فيها الولى لله اولاً ثم الوطن وعدم التفريط او التنازل عن أي ذرة من ترابة.
يقول العميد محمد احدى منتسبي الجيش الجنوبي: أن جيش الجنوب ذو العقيدة الوطنية الصلبة كان من افضل الجيوش في المنطقة العربية والذي اعتبر في ذلك الوقت من اقوى الجيوش في العقيدة والتدريب والتسليح .
كان الجيش هو درع الجنوب وسياجة المنيع حامي حماها مسيطر على الأرض من المهرة شرقاً الى باب المندب والجزر غرباً سيطرة تامه براًوبحراً وجواً.
ويضيف :ضم الجيش الجنوبي مختلف صنوف القوات المسلحة سلاح مدفعية دبابات مدرعات وصواريخ والوية مشاة ودفاع جوي وقوات جوية وبحرية وسلاح مهندسين واشارة ونقل جوي بحري وبري ودوائر فنية ومراكز ومدارس تدريب وكلية طيران.
وكذلك لواء مظلات واكثر من 30 لواء مشاة وميكانيكي.
كانت تلك القوات كلها منضوية في ثلاثة محاور الشرقي والغربي والاوسط.
لقد كان جيشاً قوياً منظماًومدرباً ومسلحاً بأفضل أنواع الأسلحة في تلك الفترة وبين الجيوش العربية في المنطقة هذا التوصيف المجرد من الزيف والمبالغة يمكن إثباته لمن لا يصدق هذه الحقيقة بالبيانات والأرقام المعتمدة من مصادرها الرئيسية، والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن دولة الجنوب كانت تمتلك جيشا قويا ومؤهلاً علمياً وثقافياً ولديه قدرات وخبرات في استخدام مختلف الأسلحة والتي كان لدول المنظومة الاشتراكية وعلى وجه الخصوص جمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية(سابقا)، الفضل في تأهيل كوادر جيش (ج.ي.د.ش) في أرقى الجامعات وأحدث المعاهد والأكاديميات العسكرية، كما كان للسوفيت دوراً فاعلاً ليس في التأهيل والتوجيه والدعم بالخبرات اللوجستية (السياسية والعسكرية) فحسب، وإنما بمنح وتزويد القوات المسلحة لجيش اليمن الديمقراطي بالأسلحة المتطورة والقدرات العسكرية المختلفة.
تم تدمير الجيش بخطط محكمة ومعدة مسبقاً في العام 1994م وبعدها تهاوت كل مؤسسات دولة الجنوب وتم احتلال الجنوب بشكل كامل وحاولت القوى المعادية طمس التراث والهوية الجنوبية ومحوها بكل الوسائل والقضاء على كل ماهو جنوبي ومتعلق بدولة الجنوب في مسعىً منها لانهاء حقبة تلك الدولة العظيمة التي لم ينساها كل من عاشها وتعايش معها الى الان وضلت حاضرة في ذاكرتهم وارشيفهم .
لم يخضع الجنوبيين للقوات الغازية التي استعملت شتى الوسائل لاخماد الثورة التحررية وواصلوا طريقهم في سبيل استعادة دولتهم المسلوبة وضحوا بالغالي والنفيس ولم يتوقفوا اطلاقاً بل انهم ازدادوا اصراراً وعزيمة واستمرت حركات النضال المنبثقة من معاناة الشعب المظلوم بمواجهة قوات الاحتلال رغم عدم تكافؤ الطرفين بتاتاً.
تكونت حركة” حتم “التي كانت الأبرز وبقيادة القائد عيدروس الزبيدي ..شق المناضلون مشوارهم وسقط الالاف من الشهداء والجرحى الى ان تم تحرير الجنوب فعلياً في العام 2015م بعد سنوات طويلة من الكفاح والنضال على الأرض.
كانت ثمار النصر الذي طال انتظارة عظيمة تم دحر المعتدين واخرجوا وهم يجرون اذيال الهزائم المتلاحقة ومنها تشكلت أولى طلائع الجيش الجنوبي والمتمثل بالمقاومة الجنوبية بكل تشكيلاتها سواءً الحزام الأمني او دفاع شبوة والعمالقة والنخبة الحضرمية وغيرها .
فقد حرص الرئيس الزبيدي والكثير من الشرفاء والاوفياء كل الحرص على استغلال كافة الفرص وانشاء قوات جنوبية قوية ومدربة عسكريا” وامنياً لحماية الجنوب الارض والانسان ومكتسباته وانجازاته .. وفعلاً تحقق ذلك جلياً وظهر في الانتصارات المتتالية والساحقة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في أبين وشبوة والضالع وقبلها في الساحل الغربي وصولاً الى الحديدة .
والى ماذلك من استتباب الامن والاستقرار في المدن ومكافحة الإرهاب والمخدرات بكل اشكالها .
لقد اثبتت المقاومة الجنوبية مدى قوتها وانضباطها على مدى الأعوام السابقة والتي كانت محط اعجاب الكثير من متتبعي الساحة اليمنية عربياً واقليمياً ودولياً.
لم يندثر الجيش الجنوبي رغم كل ماحصل له من تدمير وتهميش ورغم رحيل الكثير من منتسبية ولم يذهب هبائاً بل انه باق بكوادرة الباسلة التي هي اليوم بمثابة المرجع والموجة لكل افراد وضباط المقاومة الجنوبية والبذرة التي ستنمو مشكلة قوام جيش جنوبي اكثر قوةً ويمتلك كافة الاسلحة والمقومات والخبرات المطلوبة.
ديسمبر 23, 2024
ديسمبر 23, 2024
ديسمبر 23, 2024
ديسمبر 22, 2024