تدخل الحرب الروسية الأوكرانية منعطف حرج، مع استمرار تدفق الأسلحة الغربية على كييف، بما في ذلك أسلحة نوعية قد تزيد من أمد النزاع هناك. ترى واشنطن في إفشال مسعى موسكو بأوكرانيا انتصارا لها، إذ تعمل على إدارة المعركة بصورة شبه مباشرة، وتكثف من إمداد كييف بأحدث الأسلحة لإحداث تغيير في موازين المعركة. انخراط واشنطن في المعركة الأوكرانية يساهم في تعقيد الأوضاع، ويؤجل الخيار الدبلوماسي، سيما مع إصرار موسكو على ضرورة تحقيق كامل أهداف عملياتها الخاصة في الشرق الأوكراني، ما قد يدفع بالحرب نحو منحنيات أكثر خطورة، فحرص الغرب على إلحاق هزيمة بروسيا قد يدفع بالأمور نحو التصعيد الحاد، وقد يلجأ الجانب الروسي لاستخدام أسلحة فائقة القوة والتأثير لإجبار كييف وحلفائها الغربيين للرضوخ للتفاوض.
تمثل الحالة الأوكرانية واحدة من ساحات المواجهة الساخنة، في خضم صراع روسيا مع العالم الغربي، في مسعى لخلق عالم متعدد الأقطاب، صراع عالمي يضع روسيا أمام خيارات عدة: منها تحييد السلاح الغربي الداخل لأوكرانيا، بالضغط بعدم توريده أو تدميره قبل دخوله، فتح أكثر من جبهة مواجهة مع واشنطن، دعم المقاومة السورية في وجه الوجود الأميركي في الداخل السوري، تدعيم أشكال المقاومة والرفض للسياسة الأمريكية حول العالم، تشكيل تحالف قوي مع كامل الدول الأوراسية في مواجهة المخاطر الغربية، تمتين العلاقات مع بقية الدول في قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، مجابهة النفوذ الغربي المتزايد في القارة الأفريقية، تعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع عضوية مجموعة بريكس، تشكيل حلف عسكري شرقي لمواجهة تهديدات حلف الناتو، الضغط باتجاه إحداث تغييرات جوهرية في مختلف الوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، لتصبح أكثر فاعلية وحيادية. خيارات قد تجر العالم إلى حرب كونية شاملة.