نحن اليوم بصدد عالمين منفصلين عن بعضهما في هذا الكوكب، بدلا من قطبين مكملين لبعضهما في عالم واحد. العقوبات الغربية اللانهائية المفروضة على موسكو، قدمت درسا مجانيا لبكين ودول أخرى، على إمكانية فرض نفس العقوبات الجائرة عليها، في حال عدم رضوخها للرغبة الأمريكية.
قد يستغرب البعض من هذا الطرح، ولكنها حقيقة، وهذا ما قد نشهده خلال المستقبل القريب، سنكون أمام عالمين اثنين متباعدين، عالم شرقي بقيادة روسيا والصين، وعالم غربي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. قرابة نصف سكان الأرض يقطنون شمال وشرق آسيا، إذ ستعمل كبرى هذه الدول علئ إقامة علاقات اقتصادية وتجارية متينة مع محيطها، وتقليص الاستثمارات والتبادلات التجارية بشكل واسع النطاق مع الدول الغربية (أوروبا وأمريكا الشمالية) تمهيدا لخفضها لأدنى مستوياتها، فضلا عن سباق محموم سيحدث مع الغرب نفسه، للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا.
بروز عالمين منفصلين على سطح الكرة الأرضية، له تداعيات واضحة على الاقتصاد العالمي، إلا أنه خيار دفعت واشنطن باتجاهه ولا مناص منه، وسيجد الغرب نفسه معزولا، حيث سيضع ذلك حدا للهيمنة الأمريكية المتزايدة، ويفقدها الكثير من أوراق الابتزاز السياسي.