الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
–الرأي السقطري-متابعات:
كشف المبعوث الأمريكي إلى اليمن السيد تيم ليندركينغ عن موقف الولايات المتحدة من “قضية اليمن الواحد”، في إشارة إلى ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تعارض قيام دولة الجنوب، بعد ان أكد موقف واشنطن لأول مرة من المجلس الانتقالي الجنوبي، الساعي الى قيام دولة الجنوب السابقة.
وكان المبعوث الأمريكي يتحدث إلى صحيفة سعودية حول موقف الولايات المتحدة من ما اسمتهم الصحيفة بالانفصاليين في الجنوب وما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم سياسة “اليمن الواحد” على غرار “الصين الواحدة”، قال ليندركينغ “نعتقد أن اليمنيين يجب أن يتخذوا قراراتهم الخاصة في شأن مستقبل بلدهم بما في ذلك هذه قضية الجنوب، وما نود رؤيته الآن على وجه السرعة أن يوحد مجلس القيادة الرئاسي صفوفه ويدعم الشعب اليمني بشكل ملموس ويؤمن الدعم من المنطقة، ولذلك نعتبر زيارة الرئيس العليمي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وسيلة مؤثرة لتلقي الدعم منا ومن المنطقة”.
وفي معرض رده على سؤال صحيفة “اندبندنت عربية” المملوكة للسعودية، حول هل “الوحدة تهمكم الآن، أما لاحقاً فلا تعنيكم”؟ فأجاب المبعوث الأميركي قائلاً “ما أعنيه أن قرار الوحدة من عدمه لا يمكن أن يتخذ بالنيابة عن اليمن، والأمر متروك لليمنيين”.
وأضاف، “عدا ذلك فإن المؤسف هو عندما تكون هناك بعض الحركات المثيرة للانقسام التي تعطل مسار الهدنة، وأعتقد أن الأحداث التي وقعت في شبوة والجنوب خلال الأسابيع الستة الماضية مربكة للهدنة، ولدينا مخاوف ونراقب الأوضاع بشكل يومي”.
وفي سياق توحيد جبهات الحكومة الشرعية أكد المبعوث أنه يعمل مع السعودية والإمارات للحد من هذه الخلافات، وقال “قمت بثلاث رحلات إلى المنطقة منذ أن زار الرئيس بايدن السعودية، وكان تركيزها على وحدة مجلس القيادة الرئاسي وضمان دعم الأطراف الإقليمية لليمن، وتجنب المشكلات التي تقوض الهدنة”.
وشدد ليندركينغ على ضرورة جمع اليمنيين تحت سقف واحد للتفاوض على تمديد الهدنة، وقال إن هذه الخطوة ستعطي “أساساً قوياً يعكس إرادة الجميع لإرساء السلام”، مؤكداً سعي الولايات المتحدة بمساعدة شركائها في المنطقة، السعودية وعمان والإمارات، إضافة إلى الحكومة اليمنية، إلى الوصول وقف إطلاق نار دائم عندما تنتهي الهدنة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول)، وعقد محادثات سياسية بين الأطراف المتصارعة.
لكن بينما تلتزم الحكومة الشرعية بمضامين الهدنة ويخرقها الحوثيون بلا هوادة، علق المبعوث الأميركي قائلاً “إن سلوك الحوثيين خلال الأسابيع القليلة الماضية أصابنا بالإحباط، وعطل عملية دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة وخلق أزمة غير ضرورية حرمت اليمنيين من فوائد الهدنة”، مشيراً إلى أن الحوثيين انخرطوا في مناوشات أدت إلى مقتل مدنيين بدلاً من فتح الطرق أمام تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، وإحدى المدن التي تعاني أزمة إنسانية بسبب صعوبة تدفق السلع الأساس والمساعدات إليها.
ولا يبالغ ليندركينغ في تفاؤله حيال تمديد الهدنة، إذ لا شيء مضمون على حد تعبيره، لكنه يقول إن تمديدها كل ستة أشهر بدلاً من شهرين ممكن، على رغم أن ذلك “يتطلب التزاماً من الأطراف كافة لتحقيق تقدم في القضايا المهمة”.
وفيما يعترف مبعوث بايدن بأن الهدنة غير مثالية، فإنه لا يتردد في القول إنها عادت بالنفع للشعب اليمني والمنطقة أجمع، بالنظر إلى الوضع الآن وما كان عليه الحال في الأول من أبريل الماضي، منوهاً بدورها في تقليل عدد الضحايا بنسبة 60 في المئة خلال حرب الثماني سنوات.
في المقابل، أبدى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان تشاؤمه حيال تمديد الهدنة، مشيراً إلى أن سلوك الحوثيون يرسل إشارات بأنهم “لن يقبلوا بتمديدها، وهو ما سيكون تطوراً مؤسفاً”، وقال خلال جلسة استضافها منتدى الشرق الأوسط في نيويورك الأسبوع الماضي، إن الحوثيين “قدموا قائمة لا تنتهي من المطالب التي يعلمون أن الحكومة لا يمكنها تلبيتها، بينما في الوقت نفسه لا يلتزمون بالشروط التي تفرضها الهدنة الحالية”، معتبراً “حشد الحوثيين لقواتهم العسكرية والتدفق المستمر للأسلحة من إيران إشارات غير إيجابية”.
وجدد ليندركينغ تنديد بلاده بممارسات الحوثيين قائلاً إن الولايات المتحدة “لا تنظر إلى انتهاكات الحوثيين للهدنة بلطف، فهذا ما لم تتفق عليه الأطراف، ويعد منافياً للروح التي يحاول المجتمع الدولي غرسها”.
ورداً على سؤال حول دور إدارة بايدن في تحويل المجتمع الدولي من تركيز مساعيه على إنهاء الانقلاب الحوثي إلى تخفيف الأزمة الإنسانية، أجاب “تركيزنا منصب على هدفين، وهذا ما كلفني به الرئيس كمبعوث خاص، أولاً الدفع نحو مفاوضات سياسية، وثانياً تخفيف الأزمة الإنسانية”، وهذا يتطلب بحسب المبعوث إيصال المساعدات إلى المناطق النائية وتشجيع المانحين لتوفير التمويل اللازم لليمن، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها خصصت مليار دولار هذا العام، و5 مليارات منذ اندلاع الصراع.
وكشف المبعوث الأميركي عن أمله في أن توفر الأمم المتحدة منبراً مؤثراً لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن للتواصل مع قادة الدول وإيضاح رسالته، لكنه لم يؤكد جدولة قمة تجمع الرئيس بايدن ورئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، قائلاً إن “جدولة مواعيد الرئيس شأن يتبع البيت الأبيض وسأحيلك إليهم”.
وفي ما يتعلق برغبة الحكومة اليمنية في عقد لقاء مع بايدن على هامش قمة جدة للأمن والتنمية التي استضافتها السعودية خلال يوليو (تموز) الماضي، قال المبعوث الأميركي إن “الطرفين أرادا عقد هذا الاجتماع في جدة لكن كانت هناك مشكلات في الجدولة”، مضيفاً “أنا واثق من أن هذا الاجتماع سيعقد، ولا أعرف ما إذا كان سيحدث في ضوء الجدول المزدحم حالياً للطرفين، لكننا مصممون وملتزمون بعقد ذلك الاجتماع”
ديسمبر 22, 2024
ديسمبر 17, 2024
ديسمبر 13, 2024
ديسمبر 11, 2024