يتهيَّأ شعب الجنوب اليوم من أقصاه إلى أقصاه للإحتفاء بالذكرى ال 59 لثورة ال 14 أكتوبر المجيدة.
حقَّق منجز أكتوبر التاريخي الأجداد و الآباء فكانت بوابة العبور نحو بناء دولة مهابة هدفتْ نحو بناء الإنسان أولا ومؤسسات الدولة ثانيا؛ وكأي تجربة سياسية مصدرها الشعب فمن الطبيعي بمكان أن تحدث أخطاء قد تؤثر على مسارها وجوديا أحيانا؛ ومن تلك الأخطاء المؤسفة خديعة مشروع وحدة مشؤومة؛ انطلق نحوها الساسة الجنوبيون بصدق الشعور المسند بشعارات راديكالية تقودها براءة العاطفة، وغابت معادلة العقل التي تعدُّ أساسًا في تقرير مصير أي شعب.
أعلن الشمال الحرب على الجنوب في صيف 1994م وكسب المعركة لكنه لم يدرك بأن انتصاره الوهمي كان بداية نهايته…! فخسر الحرب؛ غاب عن إدارك قوى (الفيد… والتكفير) بأن الجنوب ولّادة وأن البطولة جينات تتوارث وأن أحفاد أكتوبر لا يموتون إلا كالأشجار وقوفا في معادلة الحرية لا مكان للتردد نحو الفداء …!
كان فجر أكتوبر الصادق يلوّح بالنصر قائلًا…:” لا لا تستكينوا” ويردد للأحفاد :” فوصية الدم تستغيث بأن تقاوم أن تقاوم”.
وثب الجنوب وثبت أسد في مشهد أقرب للأسطورة يكافح على مدى ثلاثة عقود سيقف التاريخ طويلا أمام ملاحم الوصول نحو وطن منتظر وقد أوشك أن يتحقق منجز الأبناء الثاني.
فقضية مستندة لإرادة الحق وإرادة الشعب وإرادة السماء وإرادة الحياة لا تهزم!!
الجنوب قرر بإرادة فولاذية دحر جحافل الاحتلال الشمالي بكل عناوين كفاحيته ومنصاته ذات العنوان الواحد ( نحو استعادة دولة الجنوب الفدرالية كاملة السيادة ) كل تلك العنوانات انتظمت في عقد فريد واحد في الرابع من مايو 2017م معلنة تفويض الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية وكان خير مؤتمن على قضية شعب الجنوب بإرادة لا تلين… ولأول مرة يجد الجنوب عوامل انتصاره…. وخلال فترة وجيزة فُتحتْ الأبواب نحو العالم لقضية شعب الجنوب التي كرّس الاحتلال الشمالي إغلاقها ولكن إرادة شعب متسلح باليقين، وثبات قيادة لا تحيد، وقوات مسلحة لا تنكسر، وبناء تنظيمي محكم جعل العالم يصغي لقوة الحق ويلفظ حق القوة وهمجيتها إلى مزابل التاريخ…!
اليوم لأكتوبر طعم آخر بنكهة الانتصار السياسي والعسكري؛ وقد هلّ على شعب الجنوب بشائر التحول من ثورة إلى دولة كما بشّر بها رواد الثورة الجنوبية الأوئل قبل عقود برؤية ثاقبة…!
فلشهداء الثورتين المجد في هذه المناسبة العزيزة ولقيم أكتوبر المتأصلة في الأحفاد الخلود فما أقرب أمس الأجداد من يوم الأحفاد…!
أكرر التهاني بهذا اليوم الأغر وحريٌّ بجيل اليوم أن يستلهم كل محطات البطولة والتضحيات لشعب الجنوب كي تكون علامات هدى للمستقبل الذي لن يكون إلا (لكل وبكل أبنائه) في شكل دولة جنوبية فدرالية مستقلة…!