الجمعة , 27 ديسمبر 2024
_الرأي السقطري_متابعات:
تعد وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لها تأثير كبير على تشكيل البناء الادراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعة والقدرة على تحليلها واستيعابها للاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا، فوسائل الاعلام أيضا قادرة على تغير سلوك وأنماط المجتمع.
وقد يكون تأثير وسائل الاعلام في بعض الأحيان قويا جدا وقادر على نشر نمط سلوكي وثقافي واجتماعي ينتهجه الفرد أو المجتمع، وفى بعض الأحيان يكون تأثير وسائل الإعلام أقل تأثيرا ويستطيع الفرد أو المجتمع الخروج من النمط الفكري والمجتمعي والسياسي الذي ترسمه وسائل الاعلام، ويتوقف ذلك على مدى رغبة الفرد أو المتلقي للتعرض للرسائل والمعلومات التي تبثها وسائل الاعلام المختلفة فكلما كان الفرد أو المتلقي لديه رغبات واشباع حول معلومات أو قضايا معينة فانه يتجه إلى وسائل الإعلام لإشباع رغباته وتطلعاته بما يسمى نظرية التعرض الانتقائي بمعنى ان الفرد او المتلقي يبحث دائما في وسائل الإعلام عما يتفق مع افكاره واتجاهاته حتى لو كان ما يبحث عنه المتلقي هو مشاهدة أفلام سينمائية او أغاني فيديو كليب فذلك يدخل ضمن اشباع ورغبات المتلقين.
إن التفاعل والاتصال سمة إنسانية منذ قديم الزمان وقد تعددت وسائل الاتصال قديمًا من الاتصال الشفهي والمكتوب إلى أن تطورت الوسائل بعد الثورة الصناعية واختراع الصحف والإذاعة والتليفزيون وتواصل الأمر لعقود طويلة حتى اكتشاف الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وهو الحدث الأهم الذي غير مسار التاريخ وجعل العالم قرية صغيرة ضيقة الأطراف وصولًا لما يعرف بالإعلام الجديد أو الإعلام البديل واستخدام المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في نقل مجريات الأحداث وظهور مجموعة من المؤثرات الإلكترونية التي تنقل أفكار مختلفة للأفراد .
تهدف الدراسة إلى التعرف على دور التفاعل الإعلامي للنخب السياسية الجنوبية في مواكبة القضايا والأحداث السياسية والأمنية في الجنوب.
يمكن التعبير عن مشكلة الدراسة من خلال السؤال الآتي:
ما مدى التفاعل الإعلامي للنخب السياسية الجنوبية في مواكبة القضايا والأحداث السياسية والأمنية في الجنوب؟ وهذا السؤال يمكن صياغة عدة أسئلة فرعية منه وهي كالآتية:
1. ما مدى التفاعل الإعلامي لقيادات الهيئات الوطنية الجنوبية العليا والوسطى والدنيا في المجلس الانتقالي الجنوبي في مواكبة قضايا الملف السياسي والأمني؟
2. ما مدى التفاعل الإعلامي لأعضاء الهيئات الوطنية الجنوبية في المجلس الانتقالي الجنوبي في مواكبة قضايا الملف السياسي والدبلوماسي؟
3. ما مدى التفاعل الإعلامي للنشطاء الجنوبيين في التعاطي مع الأحداث السياسية والأمنية في الجنوب.
4. ماهي أكثر الوسائل الإعلامية استخدما في نقل مجريات الأحداث والتطورات في السياسية الجنوبية؟
تتمثل فرضية البحث الرئيسية في الآتي:
” يفترض البحث ضعف التفاعل الإعلامي للنخب السياسية الجنوبية في مواكبة التطورات السياسية والأحداث الأمنية.
– الحدود الموضوعية: التفاعل الإعلامي للنخب السياسية الجنوبية في مواكبة التطورات السياسية والأحداث الأمنية
– الحدود الزمانية: سوف تشمل الحدود الزمانية للبحث 60 يوما ابتدأ من 15(أغسطس وانتهاء اكتوبر15 من عام 2022).
اعتمد البحث على مجموعة من المناهج وهي:
المنهج المسحي التحليلي: الذي يقوم على وصف الوقائع وتحليلها بدلالة المعلومات المتوافرة وهو منهج يرتكز على معلومات كافية حول دور الشخصيات الوطنية الجنوبية في تعزيز هوية الجنوب وتنمية الاتجاهات الوطنية.
– مجتمع البحث وعينته:
استهدفت البحث عدد من المواقع الإعلامي (مواقع التواصل الاجتماعي، القنوات الفضائية، الصحف والمجلات العلمية) التي من خلالها تم تتبع محاور وقضايا وتطورات الاحداث التي غطتها تلك المواقع وكذلك البحث والرصد لأبرز الشخصيات الوطنية الجنوبية التي تعاطت إعلاميا مع تطورات الاحداث السياسية الجنوبية بمختلف اتجاهاتها.
– أدوات البحث: اعتمدت البحث في جمع المعلومات على أداتين هما: (الرصد المسحي واستطلاع للرأي والمقابلة).
وتعد الاستبانة الأداة الأساسية في جمع المعلومات والبيانات من عينة البحث وقد اشتمل على خمس عوامل هي:
– التفاعل الإعلامي مع التطورات السياسية والدبلوماسية
– التفاعل الإعلامي مع التطورات العسكرية.
– التفاعل الإعلامي مع الاحداث الأمنية ومكافحة الارهاب
– التفاعل الإعلامي مع دعوة الحوار الجنوبي.
– التفاعل الإعلامي للتصدي للحرب الإعلامية
لقد حظى الإعلام في معظم المراحل التاريخية باهتمام كبير من قبل السلطات السياسية وجعله ضمن إطار ثقافي وتاريخي وحضاري سمات العصر الذي یولد فیه وخصائصه، وفي الواقع، فإن عصر المعلومات أفرز نمطاً إعلامیاً جدیداً یختلف في مفهومه وسماته وخصائصه ووسائله عن الأنماط الإعلامیة السابقة، كما یختلف في تأثیراته الإعلامیة والسیاسیة والثقافیة والتربویة الواسعة النطاق لدرجة أطلق فیها بعضهم على عصرنا هذا اسم (عصر الإعلام)، لیس لأن الإعلام ظاهرة جدیدة في تاریخ البشریة، بل لأن وسائله الحدیثة قد بلغت غایات بعیدة في عمق الأثر وقوة التوجیه وشدة الخطورة أدت إلى تحولات جوهریة في دور الإعلام، وجعلت منه محوراً أساسیاً في منظومة المجتمع.
وأضحى المجتمع مفتوحًا ومتاحًا للجميع حتى لغير المتخصصين والدارسين لهذا المجال مما تطلب بذل مزيدًا من الجهد في التفكير الناقد حيث غيرت هذه الوسائل التكنولوجية كل نواحي الحياة وخلقت أنشطة جديدة للأفراد والمجتمعات وتتمثل أهمية الإعلام في الآثار التي يحدثها من قيم وأفكار ومعتقدات فوسائل الإعلام هي مصدر المعلومات ومع التطور التكنولوجي أصبح مصدر المعلومة في وضع خطر فلا ندري ما مصدر المعلومة الصحيح وكيف نتعامل معه.
ظهور وسائل الاتصال الجماهيري (الصحافة والإذاعة والتلفزيون وجميع وسائل الاتصال الاجتماعي) وهي تقوم بأدوار عامة ساهمت بدرجات متفاوتة في دعم الأوضاع السياسية للدول. وفي المجتمعات الغربية تعد وسائل الإعلام ضرورة لا غنى عنها في دعم المسيرة الديموقراطية لتلك الدول، فهي تنشر الأخبار والمعلومات عن القضايا العامة والأحداث السياسية التي تهم الجمهور، وهي كذلك تطلع قادة الحكومات وأعضاء الأحزاب السياسية على وجهات نظر الجمهور واتجاهات الرأي العام.
وتبرز أهمية الإعلام في التنشئة السياسية من المكانة المركزية التي تتربع عليها وسائل الإعلام اليوم كقوة أو كسلطة نظراً للتأثير الذي تمارسه وسائل الإعلام اليوم على أذواقهم وأسلوب حياتهم وحتى على توجهات الأفراد، ومواقفهم وسلوكهم السياسي بما فيها التأثير على أذواقهم وأسلوب حياتهم وحتى على قيمهم، ومعتقداتهم وايديولوجياتهم السياسية
هذه الأهمية دفعت الكثير من الأنظمة السياسية والحكومات للسعي الى السيطرة على وسائل الإعلام ومراقبتها والتحكم في مدخلاتها ومخرجاتها وتوجيهها لخدمة مصالحها والحفاظ على هيمتها السياسية.
مما دفع بالتيارات السياسية المتنافسة في النظام السياسي الواحد الى المطالبة بآليات قانونية للمشاركة في استخدام وسائل الإعلام والاستفادة مما توفره وظائفها السياسية من أجل الوصول الى الرأي العام. فلا يمكن إغفال ما لوسائل الإعلام من دور في عملية التنشئة السياسية وتكوين الثقافة السياسية بما يعزز رؤيتنا وفهمنا للعالم المحيط بنا، فهي تعد أحد المصادر الرئيسية للأخبار والمعلومات التي تغطى الأحداث والقضايا السياسية، كما تعمل على تشكيل الأفكار وبلورة الآراء والمواقف السياسية للأفراد على المدى الطويل، زيادة على كونها توفر أرضية للنقاش وتبادل الآراء بين مختلف الأطياف السياسية وبين مختلف أفراد المجتمع، كل هذا لا يحدث بأسلوب خالٍ من التوجيه والذاتية التي تفرضها وسائل الإعلام على المضامين التي تقدمها سواء بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، فهي تعالج الأحداث إعلامياً وتغلفها في شكل لتحقيق هدف معين قد يكون ببساطة الإخبار والإعلام أو التأثير وتغيير الاتجاهات السياسية.
فلوسائل الإعلام القدرة على أن تنتقل من وظيفة نقل الأخبار وتوزيع المعلومات الى وظيفة تشكيل وتكوين المعتقدات من خلال الأفكار والمبادئ السياسية والقيم التي تبثها بين السطور أو عبر الصور والتسجيلات من أجل الحفاظ على الثقافة السياسية للمجتمع، إذ تستطيع وسائل الإعلام إكساب الجمهور اتجاهات جديدة أو تعديل وتدعيم اتجاهات قديمة مع توخى الظروف الملائمة لهذه العملية سواء على مستوى مضمون المادة الإعلامية، الوسيلة الإعلامية والفترة الزمنية المناسبة.
إن الإعلام وما يرتبط به من وسائل ومضمون وأدوات يؤثر في التغيير السياسي، وذلك بتطوير القيم والمعتقدات السياسية، أي أن أنماط الإعلام من خلال الدور السياسي الذى يلعبه على صعيد الوظيفة السياسية تؤثر في عملية التغيير السياسي فانطلاقاً من السنوات الأولى تبدأ عملية التنشئة السياسية وتكون الأسرة هي أول مؤسسة اجتماعية للتنشئة حيث يكون تأثيرها قوى ودائم، وأثناء ذلك تتكون الاتجاهات الأولى نحو السلطة السياسية وكل ما هو سياسي وتغرس الطفل من خلال النقاشات السياسية التي تتطرق اليها وتبرز هنا بالتحديد أهمية القرارات والاتجاهات والمواقف والسلوكيات السياسية التي تتوصل اليها الأسرة جماعياً، مما يساهم في الاقتدار والخبرة السياسية أي مهارات التفاعل السياسي داخل وخارج الأسرة من خلال المشاركة السياسية، وتعد المدرسة ثان مؤسسة لهذه العملية ويؤثر النظام التعليمي ومحتوياته على عملية التنشئة السياسية من أجل خلق نوع معين من الأفراد يندمجون ويتواءمون مع النظام السياسي الذى يعيشون في ظله.
وتُقسم أنواع تأثيرات وسائل الإعلام على طريقة فهمنا ورؤيتنا للعالم الى ثلاث أقسام:
1. التأثير المعرفي: تؤكد الدراسات التي تناولت العلاقة بين وسائل الإعلام وزيادة الوعى المعرفي بالقضايا والأحداث السياسية، أن هذه الوسائل تمثل مصدراً من مصادر التنشئة السياسية، حيث أن وسائل الإعلام ومن خلال الوظيفة الإخبارية والتعليمية اللتان تعتبران من وظائفها التقليدية تستطيع أن تؤثر على التوجهات المعرفية للفرد وتنمى ثقافته السياسية الخاصة ببيئته السياسية المحيطة وبكل الفاعلين السياسيين الذين ينشطون في سياقها.
2. التأثير العاطفي: النوع الثاني من التأثير السياسي الذي تحدثه وسائل الإعلام على الناشئة هو التأثير العاطفي أو الشعوري ففي هذا الموضوع تم التركيز على متغير الاهتمام بالبيئة السياسية، حيث أن التعرض لوسائل الإعلام يزيد من اهتمام الفرد بدوره ينعكس أيضاً على حجم التعرض لهذه الوسائل الإعلامية. وكما حدث مع مرحلة الوعي المعرفي والانتقال الى مرحلة الاهتمام ومتابعة القضايا والأحداث السياسية تكلل هاتين المرحلتين بمرحلة أكثر تقدماً وهي مرحلة الفعل، أي المشاركة الفعلية في نشاطات الحياة السياسية، هذه المشاركة يصفها الباحثون في الاتصال السياسي بالمشاركة السياسية، وهى نتيجة تأثير وسائل الإعلام على السلوك الذى هو النوع الثالث من تأثير وسائل الإعلام في عملية التنشئة السياسية.
3. التأثير السلوكي: مرحلة التأثير السلوكي تعد أهم مرحلة في عملية تأثير وسائل الإعلام في عملية التنشئة السياسية، إذ هي الانعكاس الفعلي لكل ما اكتسبه الفرد من معارف ومعلومات لها علاقة بالبيئة السياسية التي ينتمى اليها وما أفرزته هذه المعارف والمعلومات من مواقف واتجاهات تساعد على المشاركة الفاعلة في العملية السياسية، أن وسائل الإعلام وخاصة في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال الإعلام والاتصال توفر للفرد المعلومات والأخبار السياسية في الوقت الفعلي للحدث السياسي مما يدفع به الى الاهتمام أكثر ومتابعة الموضوع في الوقت الحقيقي والمساهمة في صناعة هذا الحدث من خلال مشاركته والتعليق عليه وأحياناً تغيير مساره وخير دليل على ذلك شبكات التواصل الاجتماعي وقدرتها الكبيرة في تجنيد وتحريك الشارع العام.
– التحليل الوصفي لأفراد عينة البحث
– وصف العينة في ضوء النوع:
يمكن توضيح توزيع أفراد عينة البحث وفقا للنوع من خلال الجدول الآتي:
الجدول رقم (1)
توزيع عينة البحث وفقا للنوع
يتضح من الجدول أعلاه أن نسبة (85.9 %) من إجمالي عينة البحث هم من الذكور، ونسبة (14.1%) من إجمالي عينة الدراسة هم من الإناث.
– وصف العينة في ضوء المستوى التعليمي:
يمكن توضيح توزيع أفراد عينة البحث وفقا للمستوى التعليمي من خلال الجدول الاتي:
الجدول رقم (2) توزيع عينة البحث وفقا للمستوى التعليمي
يتضح من الجدول أعلاه أن نسبة ( 57.71% ) من إجمالي عينة البحث هم حملة البكالوريوس، ونسبة ( 30 %) من إجمالي عينة البحث هم من حملة الماجستير، ونسبة ( 13.29%) من إجمالي عينة البحث هم من حملة الدكتوراه.
– وصف العينة وفقا للوظيفة:
يمكن توضيح توزيع أفراد عينة البحث وفقا للوظيفة من خلال الجدول الآتي:
الجدول رقم (4)
يتضح من الجدول أعلاه أن نسبة ( 73 .5% ) من إجمالي عينة البحث هم مدراء وإداريين في مؤسسات إعلامية، وجاء النشطاء والمتابعين بنسبة( 14.5%) بينما جاء المحللين السياسيين بنسبة(12% )
– أداة البحث:
استخدم الباحثون أداتين هما الاستبانة (تحليل إحصائي) والمقابلة الشخصية (تحليل نوعي).
– الاستبانة:
استخدم الباحثون الاستبانة أداة للبحث وقد قام بتطويرها كأداة لجمع المعلومات في هذا البحث وفقا للخطوات التالية:
1. إعداد استبانة.
2. توزيع (50) استبانة على أفراد العينة وتم استرداد (45 ) استبانة وبعد فرزها بلغ عدد الاستبانات الصحيحة (41) استبانة، بينما جاءت ( 4) استبانة غير مكتملة الإجابة.
توصلت الدراسة الاستطلاعية المسحية إلى نتيجة عامة مفادها:
1- أن تفاعل الناشطين والمناصرين للمجلس الانتقالي الجنوبي قد حاز على نسبة عالية جداً، ما نسبته 86.6 %، فيما حاز تعاطي أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي في هيئات الأمانة العامة والجمعية الوطنية الجنوبية والإدارات التنفيذية في المحافظات على نسبة 13.4 %.
2- ومن خلال آراء عينة مختارة، تبين ان بعض القيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي كان لها حضورا كبيرا في وسائل الاعلام المختلف والتواصل الاجتماعي وكانت كثير التفاعل مع الأحداث والمستجدات اليومية.
3- وتبين أن هناك فئة لا تتعاطى مع الأعلام؛ نتيجة لطبيعة مهامها وعملها السياسي، في حين أن هناك فئة كبيرة لا تقول أي شيء للإعلام وتفضل الصمت على الحديث وكأن الأمر لا يعنيها، ولا تشارك في التنمية السياسية والتوعية الوطنية والرد على الاشاعات التي تستهدف الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي بشكل خاص.
4- حازت مواقع التواصل الاجتماعي على المرتبة الأولى، وانعكس تعاطي تلك القيادات والسياسيين مع الأحداث والمستجدات اليومية، على تناولات الصحافة والإعلام الإذاعي والتلفزيوني، في حين كانت هناك نسبة ضئيلة في تعاطي وسائل الإعلام الإقليمية مع الأحداث والمستجدات الوطنية، وعادة ما تركز تلك القنوات على تحليل الأحداث على شخصيات من خارج الهيكل التنظيمي للمجلس الانتقالي الجنوبي.
5- وقد توصلت الدراسة إلى نتيجة أن أكثر شخصيات تعاطيا مع الإعلام المرئي، هم :” منصور صالح محمد- نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والمقدم محمد النقيب المتحدث باسم القوات المسلحة والأمن، وقد اجمع الكثير ممن تم استطلاع آرائهم على ان النقيب ومنصور، كان لمناصبهما الدور الأبرز في أن يتصدرا المشهد الإعلامي المرئي.
6- وعلى صعيد الرأي في الصحافة المحلية، انفرد عضو الجمعية الوطنية الجنوبية صالح الدويل باراس، بصادرة أكثر السياسيين في المجلس تعاطيا مع الأحداث والمستجدات اليومية، من خلال الرد على الحرب الإعلامية وتفنيد الاشاعات ومساندة الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب، فيما ورد أسم “صلاح السقلدي كأبرز كاتب رأي مستقل”.
7- أما على صعيد التأثير في مواقع التواصل الاجتماعي، تكرر اسم “سالم ثابت العولقي أحمد عمر بن فريد، د. حسين بن لقور، سعيد عبدالله بكران، صلاح بن لغبر، حسين حنشي، صالح الحنشي، زين أبن يافع، ياسر اليافعي، عبدالقادر القاضي”.
8- تم دراسة عينة على برامج ومقابلات تلفزيونية لقناتي الغد المشرق وعدن المستقلة، وقد حاز برنامجا الوجه الآخر الذي تقدمه الإعلامية ليلى ربيع، والمذاع على قناة الغد المشرق، وبرنامج “فاهم غلط” الذي تقدمه الإعلامية جيهان عبدالحكيم، كأبرز برنامجين موجهين، في حين حصل، ثابت حسين، أنور التميمي، محمد با مزعب، على أعلى صدارة المحلليين السياسيين في القناتين.
9- وعلى صعيد الإعلام الإقليمي، وجه البحث سؤالا حول التغطية الإعلامية الإقليمية، وقد انحصرت الآراء بين الإعلام السعودي والإماراتي، حيث توصل البحث إلى نتيجة، بينت أن الإعلام الإماراتي كان أكثر تعاطيا مع المستجدات السياسية والعسكرية في الجنوب، خاصة جهود مكافحة الإرهاب، وحصلت شبكة العين الإخبارية الالكترونية على أكثر وسائل الإعلام تعاطيا مع الإحداث في الجنوب، يليها موقع “إرم نيوز”، وبين الاستطلاع إن الإعلام السعودي (صحف وقنوات تلفزيونية)، تفرض ما يمكن وصفه بـ”الحظر”، على الآراء الجنوبية، وهي نتيجة استعراض تقارير تلفزيونية وصحافية خلال شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 2022م.
يوصي البحث بعدد من التوصيات والمقترحات التي من شأنها تعزيز التفاعل الإعلامي الجنوبي في سبيل نصر قضية شعب الجنوب وتنمية الاتجاهات السياسية.
1. حث كافة القيادات السياسية والأعضاء الإدارية في المجلس الانتقالي الجنوبية بكل هيئاته العليا والوسطى والدنيا في المشاركة الواسعة والتفاعل الإيجابي في النشاط الإعلامي والتوعوي عن قضية شعب الجنوب عبر كل الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة.
2. دعوة الكتاب والصحفيين والاعلاميين الجنوبيين توسيع نطاق مشاركاتهم الإعلامية في الصحف والقنوات والمواقع العربية والإقليمية؛ لما لها من أهمية في تعريف شعوب العالم العربي والإقليمي بعدالة قضية شعب الجنوب.
3. إقامة تشبيكات إعلامية مع عدد من الشبكات الإعلامية المحلية والعربية، في سبيل تبادل المعلومات والخبرات التي تعزز من تطوير الأداء الإعلامي الجنوبي.
– حياة قزادرى، الصحافة والسياسة أو الثقافة والسياسة والممارسة الإعلامية في الجزائر، الجزائر، طاكسيج كوم للدراسات والنشر والتوزيع، 2008.
– سن محمد حسن، دور التليفزيون و الصحافة اليمنية في ترتيب أولويات النخبة : دراسة مسحية مقارنة في إطار نظرية وضع الاجندة، شئون العصر، العدد 18، مارس 2005
– الطيب معاش، دور القوى الاجتماعية في إفراز النخب السياسية، دراسات اجتماعية، العدد 14، أبريل 2014.
– آمال فضلون، الوظائف السياسية لوسائل الإعلام في التنشئة إلى تشكيل الثقافة السياسية، دراسات، العدد 47، أكتوبر 2016.
– وليد عبد الهادي العويمر، دور الإذاعة والتلفاز الأردني في التنمية السياسية: دراسة تحليلية ميدانية، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، العدد 1، 2013
ديسمبر 27, 2024
ديسمبر 10, 2024
ديسمبر 9, 2024
ديسمبر 5, 2024