عبارة وحيدة تصدرت المشهد السياسي الغربي خلال الساعات الماضية، على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، ألا وهي “القنبلة القذرة”.
فبعد أن أبدت موسكو مخاوفها من استعمال كييف تلك القنبلة ضد قواتها، استفر الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، نافية تلك المزاعم ومؤكدةأنها كاذبة.
ما هي تلك القنبلة المخيفة؟
لكن بعيدا عن السياسة ما هي تلك القنبلة المخيفة، ولماذا يطلق عليها هذا الاسم؟
صممت القنبلة القذرة لتلويث منطقة واسعة بمواد مشعة، ما يجعلها خطرة على المدنيين، إلا أنها لا تنطوي على انفجار نووي، بحسب ما أفادت فرانس برس.
فهي مزيج من المتفجرات، مثل الديناميت، مع مسحوق مشع أو كريات. عندما يتم تفجير الديناميت أو المتفجرات الأخرى، يحمل الانفجار مواد مشعة إلى منطقة واسعةإلا أنها ليس على الإطلاق شبيهة بالقنبلة الذرية. فهذه القنابل التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي قبل عقود وصعقت العالم بفظاعاتها.
إذ يحصل انفجار القنبلة النووي جراء انقسام الذرات وبالتالي إنطلاق كميات هائلة من الطاقة التي تنتج سحابة ذرية هائلة تقتل كل حي وتعرف بـ “عيش الغراب”
أما القنبلة القذرة فيستخدم فيها الديناميت أو المتفجرات الأخرى لنثر الغبار المشع أو الدخان أو أي مادة أخرى من أجل إحداث تلوث إشعاعي.
اشعاع لايمكن رؤيته ولا شمه
لكن ما هي المخاطر الرئيسية للقنبلة القذرة؟
يكمن الخطر الرئيسي في الانفجار عينه الذي يمكن أن يتسبب في إصابات خطيرة وأضرار واسعة في الممتلكات.
وفيما من المحتمل ألا تؤدي المواد المشعة المستخدمة في القنبلة القذرة إلى تعرض إشعاعي كافٍ للتسبب في مرض خطير بشكل فوري، باستثناء الأشخاص الذين يكونون قريبين جدًا من موقع الانفجار، إلا أن الغبار المشع والدخان المنتشر بعيدًا قد يشكل خطورة على الصحة إذا تم استنشاقه.
ولعل الخطورة الأكبر أن هذا الاشعاع لا يمكن رؤيته أو شمه أو الشعور به أو تذوقه، لذلك تنصح المراكز الصحية عامة باتخاذ اجراءات حماية فورية، أهمها تغطية الأنف والفم، وغسل اليدين فورا إذا تم لمس مواد لوثت بالاشعاع.
في المقابل، من المرجح بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، أن تظل إمدادات الغذاء والمياه آمنة.
لكن رغم ذلك، ينبغي الانتباه إلى أن أي طعام أو ماء غير معبأ، أو موضوع في العراء أو قريب من مكان الحادث قد يحتوي على غبار مشع، لذلك لا ينصح المختصون باستهلاكه.
يشار إلى أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، تصعدت المخاوف الدولية من أن يجنح الصراع نحو مطبات لا تحمد عقباها، لاسيما وسط إطلاق الكرملين تهديدات متتالية باستعمال النووي عند الشعور بأي تهديد!