أكثر ما هالني وأثار فضولي في اللقاء العام بمحافظة لحج للتحضير لمؤتمر الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين الأول، أعداد الحضور الهائلة من المحسوبين على هذا القطاع، ومطالبات من قبل الحاضرين بعدم اعتماد معايير علمية في عملية الاختيار لحضور المؤتمر، واعتبار طرح المؤهل من ضمن المعايير ليس ضروري، حتى إن البعض رأى إن المؤهلين لا يخدمون القضية بجدارة بعكس غيرهم، هذا الرأي يعزز التوجه الجاري اليوم علئ الساحة الجنوبية على أكثر من صعيد، والرافض لأي معايير علمية في التوظيف والتعيين، فالمؤهلات في عيونهم نوع من الترف الزائد لا تقدم ولا تؤخر، وهناك تماهي واضح مع هذا الاتجاه من شريحة سكانية غير قليلة، لا ندري لماذا تحل لعنة مجتمعنا على العلم وأهله، في وقت ننشد فيه بناء دولة مؤسسية راقية.
السؤال الجوهري الذي يلح طرحه، لماذا لا تعتمد معايير موضوعية ولو بسيطة للغاية في عملية المفاضلة، وليكن هناك اختبار ميداني إجرائي، لتحديد قدرات كل متقدم وما إذا كان يصلح لهذا العمل؟..
ثانيا: لابد ان يكون هناك توصيف علمي دقيق للعمل الإعلامي، فالسائد اليوم المعيار التقليدي، الذي يعتبر نشطاء التواصل الاجتماعي ممن يقومون بأعمال النسخ واللصق وتحويل الرسائل والنشر بالفيسبوك إعلاميين، هنا تكمن الكارثة، فنصبح أمام جيش عرمرم من الإعلاميين يضيع بينهم الإعلاميون والصحفيون المتميزون والمقتدرون.
الإعلام مهنة إنسانية عظيمة، وفضاء حيوي له شروطه ومحدداته، وإطلاق صفة الإعلامي يجب إن تخضع لشروط وقواعد واضحة. العمل العشوائي يترتب عليه نتائج سيئة، والتأسيس على اعتبارات غير موضوعية يقوض الجهد الإعلامي مستقبلا.
أتمنى على اللجنة المشرفة على مؤتمر الإعلام الجنوبي النظر بعين الاهتمام لهذا الأمر، ومحاولة تلافي الأخطاء الحاصلة، لضمان نجاح المؤتمر وخروجه بنتائج مثمرة ومشرفة، تسهم في تعزيز وتطوير العمل الإعلامي وتحقيق أهدافه وتطلعاته.