الخميس , 26 ديسمبر 2024
الرأي السقطري-العرب:
وصفت مصادر سياسية يمنية الهجمات الحوثية على موانئ النفط في مناطق تسيطر عليها الحكومة اليمنية بأنها جزء من ردود إيران على احتداد توتر العلاقة بينها وبين السعودية، إضافة إلى أنها تتزامن مع الضغوط الدولية المسلطة على طهران بسبب مشاركة مسيّراتها في الحرب الروسية – الأوكرانية والدعوات المطالبة بفرض المزيد من العقوبات على إيران.
وأشارت هذه المصادر إلى أن الحوثيين انقلبوا على كل تعهدات الهدنة التي قدموها إلى المجتمع الدولي، مع أنها استجابت لأغلب مطالبهم، وهو ما يفسر أن أجندة التصعيد خارجة عن حسابات المصلحة بالنسبة إليهم، وأنها تعبر عن أجندة إيرانية تدفع نحو خلط الأوراق ومنع أي حل سياسي في اليمن على المدى المنظور.
وتعمل إيران على تغذية الصراع في اليمن من خلال تزويد الحوثيين بالمسيرات والصواريخ من أجل امتلاك ورقة ضغط كبيرة، تتعلق بأمن الملاحة وعبور السفن، وخاصة تلك التي تنقل النفط، وهو ما يتيح لطهران التفاوض من موقع قوة في الملفات التي تخصها وعلى رأسها ملف البرنامج النووي.
وتتخذ طهران من هجمات الحوثيين على منشآت النفط في اليمن وقبلها الهجمات المختلفة على السعودية ورقة ضغط تُشْهرها في وجه المملكة، وقد بلغ التوتر أشده الأربعاء حين لوّح وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب بنفاد “الصبر الإستراتيجي” لبلاده تجاه السعودية، وهو ما يعد مؤشرا على إمكانية لجوء طهران إلى الخيار العسكري.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن الحوثيين شنوا هجوما بطائرة مسيرة على ميناء قنا الجنوبي في شبوة الأربعاء.
وأعلن يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين الخميس أن العمليات هدفها “حماية الثروة الوطنية السيادية باعتبارها من حقوق شعبنا المظلوم، وعلى رأس تلك الحقوق رواتب موظفي الدولة في كل المناطق اليمنية”.
وقالت مصادر حكومية وموظفون في قطاع النفط إن “الحوادث أثارت مخاوف أمنية لدى شركات النقل البحري التي استدعت واحدة منها الشهر الماضي ناقلة كان من المقرر أن تحمل مليونيْ برميل”.
وذكرت شركة كالفالي بتروليوم الكندية، في رسالة بتاريخ 31 أكتوبر إلى المقاولين ومقاولي الباطن، أنها اضطرت إلى وقف الإنتاج نتيجة “الوضع السياسي الحالي وعدم توفر سعة لتخزين النفط”.
وقال موظفون في شركة بترومسيلة لرويترز إن “الشركة اليمنية أوقفت ضخ الخام لأن خزانات التصدير ممتلئة”.
وذكرت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية الشهر الماضي أن قواتها اعترضت طائرات مسيرة مسلحة أُطلقت على محطة الضباء النفطية في حضرموت بينما كانت ناقلة نفط تستعد للدخول.
وقال رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يقوم بمهام الحكومة اليمنية التي تسيطر على الجنوب، في القمة العربية الأسبوع الماضي إن هجمات الحوثيين على موانئ حضرموت وشبوة أدت إلى وقف التصدير هناك، مضيفا أن الجماعة المرتبطة بإيران تسعى “لإعاقة عجلة الإصلاحات الخدمية والمعيشية التي بدأها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة خلال الأشهر الماضية”.
وتأتي الهجمات في وقت تستمر فيه المحادثات، التي تقودها الأمم المتحدة، للتوصل إلى اتفاق موسع بشأن الهدنة يتضمن آلية لدفع رواتب موظفي القطاع العام، حيث كان الحوثيون ينتقدون الاتفاق الحالي لعدم اشتماله أفرادا من القوات المسلحة.
وقالت المحللة اليمنية ميساء شجاع الدين “من الواضح أنها أداة ضغط من الحوثيين لتحقيق مكاسب إضافية خلال المحادثات وليست نية لتصعيد عسكري شامل”.
وانخفضت مستويات العنف بشكل حاد منذ أبريل الماضي عندما تم الاتفاق على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، ثم جُددت مرتين. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن روح الهدنة سادت رغم انتهائها ولم تحدث إلا أعمال عنف ذات مستوى منخفض نسبيا على الجبهات الرئيسية.
وأدت الهدنة إلى أطول فترة هدوء نسبي في الصراع المستمر منذ سبع سنوات والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.
وكان اليمن يضخ نحو 127 ألف برميل يوميا لكن الإنتاج انخفض بشدة منذ 2015 عندما تدخل التحالف الذي تقوده السعودية، بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة من العاصمة صنعاء. والإنتاج الحالي دون 80 ألف برميل يوميا.
وتبذل الحكومة المعترف بها دوليا -والتي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط- جهودا مريرة لدفع رواتب الموظفين في ظل اقتصاد مزقته الحرب وفي وقت يكافح فيه اليمن أزمة إنسانية حادة دفعت الملايين من الأشخاص إلى حافة الجوع.
ويواصل مسؤولو الأمم المتحدة والولايات المتحدة الضغط من أجل تمديد الهدنة. وزار المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ الإمارات والسعودية هذا الأسبوع.
وقال مكتب ليندركينغ الأربعاء إن المبعوث الأميركي إلى اليمن وصف هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية بأنها “استفزاز للمجتمع الدولي بأسره”، معتبرا أنها تحرم اليمنيين من الموارد التي هم في أمس الحاجة إليها.
ديسمبر 25, 2024
ديسمبر 23, 2024
ديسمبر 23, 2024
ديسمبر 23, 2024