الخميس , 26 ديسمبر 2024
في حين تتساقط أوراق التحالفات.. الجنوب حليف استراتيجي في المنطقة
الرأي السقطري:خاص.
أزمة الشراكات! .. قراءة تحليلية | بلقيس محمد
تمهيد: منذ البداية كانت الأزمة نتاج واقع وتركيبة سياسية وإدارية مغلوطة تعامل بها نظام صالح وحليفه الإصلاح، تجاه نظراءه إبان الوحدة التي تم الالتفاف على آلياتها وأدبياتها المتفق عليها بين الأطراف في الشمال والجنوب كدولتين مستقلتين ذات سيادة, حيث انتهج نظام صالح الإقصاء والتهميش تجاه شعب الجنوب, وصادر كل طائلة لدولة كانت مثال في النظام والادارة والانضباط, وتعمد نشر الجهل وممارسة سياسية التفرقة إلى الحد الذي تسنى له الانفراد بالحكم, وحتى في الشمال نفسه الذي يتصف بالتركيبة الاجتماعية القبلية الجهوية, مارس معهم صالح وحليفه الدموي الإصلاح كل أنواع الغش والخديعة والمكر من جهة, والتملق والمجاملات ودعم الكيانات الشاذة على حساب النظام والمال العام من جهة أخرى, ناهيك عن افتعاله الحروب المصطنعة على حدود الدولة والزج بمعارضيه فيها وكذا ابتزاز الدول المجاورة على الحدود, كل ذلك لضمان كسب الولاءات وشراء الذمم لاستمرارية بقائه على الحكم, كل تلك العوامل والمؤشرات الداخلية أفرزت عن نظام يمني هش يمكن بأي لحظة أن يسقط أو أن يتم تدويره لصالح أي جماعة من الجماعات التي سبق وأن تم تغذيتها على أيديهم, وهو ما حصل فعلا.
أزمة دولة ومؤسسات :
لقد كانت الأزمة في عمقها, أزمة دولة ومؤسسات وقيادة وسياسات، فالدولة تتصف، شأنها في ذلك شأن معظم دول العالم الثالث وإن تجاوزت غیرها، لاسيما لجهة درجة الهشاشة، وضـعف المؤسسات، وشخصـنة السلطة، والمركزية الشديدة، وغياب الديمقراطية الحقيقية، وضـعف التنمية وانتشار الفساد. كما تمتازالیمنیة عـن الكثير مـن دول العـالم الثالث في أنها تمثل من جهة نتاجاً لتوحيد عشوائي لدولتين كان لكل منهما نظامه الاقتصادي وتوجهه الإيديولوجي المختلف، وهي من جهة ثانية حصيلة لثورتين الأولـى أطاحـت بـالحكم “الإمامي” فـي الشمال، والثانية أخرجت المستعمر البريطاني من الجنوب. فالأزمـة شهدت انعطافـات یمكن وصـفها بكونهـا تعرجـات لتطـورات الأحـداث فیها، تؤكد لنا بأن الیمن وقفت على مفترق طرق تتشعب مآلاتها واحتمالات تقلباتها بما یجعـل توقع ما سیكون مـن سیناریوهات حلها على المدى القریب أمرا ً لا یمكن وصـفه بالیسیر، ولعـل من بین أبرز أسباب تعقید الأزمة یعود إلى أمورعدة :
بثورة الأخوان وتمدد المليشيات:
بعد أن أصبحت البلاد بحالة الضعف سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي, سهل لها أن تكون محل أطماع إقليمية ودولية, خصوصا أثناء فترة ما يسمى بثورات الربيع العربي, مستغلة دول الإقليم ذلك الضعف, لتبدأ حينها التدخلات والتداخلات التي نتج عنها تغييرات وتحولات في النظام الحاكم وكذا المسار السياسي والعسكري, فبعد أن تمكنت جماعة الحوثي من الاستيلاء على الأرض في المناطق الشمالية وبتواطئ واضح من غالبية الأطراف المؤثرة أهمها طرف صالح والإصلاح اللذان أرادا حينها لعب ورقتهم الأخيرة, لتتوسع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران نحو المحافظات الجنوبية , وهو الأمر الذي قوبل بالرفض العام الجنوبي واحتدام المعارك والمواجهات المسلحة هناك. كان لتلك التطورات أن أدت إلى ردّات فعلٍ إقليميةٍ, تمثّلت بتدخلٍ عسكري قام به تحالف “عاصفة الحزم” الذي ضمّ عشر دول بقيادة السعودية، وبداية حرب تقودها السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم, في توجه واضح وإن كان متأخر لمواجهة إیران ومشروعها في المنطقة, التي حاولت بقدر الإمكان استغلال الظروف الیمنیة المشحونة بالصراعات لتوسیع نفوذها وخلق مجال سیاسي جدید من النفــوذ في المنطقة، بعد أن قدمت إيران الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري لجماعة الحوثي كأقلیة مذهبیة في الیمن لها بعـض الخلافـات العقائدیـة مع المذهب السائد في المملكة العربیة السعودیة، نظيرها المنافس في المنطقة, وهــذا مــا أثــار المخاوف الخلیجیة خاصـة السعودیة والبحرینیة والكویتیة التي یوجد فیها أقليات شيعية.
التدخل العربي وخذلان الأخوان في اليمن:
ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا, وخلال عشر سنوات من بروز الأزمة على الداخل والإقليم, وتدخل دول التحالف, استطاع الجنوبيون من تحرير كافة أرضهم بمساندة دول التحالف العربي ودخولهم معهم في شراكه مصيرية, عززت من تواجدهم كداعم أول للتالحف على الأرض, فيما على الجانب الاخر حررت بضع المناطق الشمالية واستمر التحالف في عملياته العسكر لسنوات في سعي منه إلى بتر النفوذ الإيراني, إلا أن الجماعات ذات التوجهات الحزبية و الامتداد التنظيمي الخارجي التي اعتمد عليها التحالف العربي كان لها أثرها البالع في تأخر حسم المعركة ناهيك عن الضغوط الدولية النابعة من رحم المصالح الدولية في المنطقة, لتحول الأزمة إلى مساحة للصراع الإقليمي والدولي, واستغلالها كملف ضغط إقليمي لتمرير السياسات الدولية وكسب التحالفات على مسار مصالح القوى العالمية, وهو الأمر الذي جعل من مسألة الحسم عسكريا بعيدة المنال, مما دفع بالسعودية راعية التحالف إلى إعادة هيكلة البناء الداخلي لهرم الشرعية وتدوير التحالفات في خطوة اعتبرها مراقبون أنها في الاتجاه الصحيح , كان لها أن تمكن المكون السياسي الانتقالي الجنوبي من الاشتراك بالسلطة كممثل للجنوبيين وحاملا لقضيتهم, في مجلس رئاسي انتقالي يضم في طياته مختلف القوى اليمنية الفاعلة, خلفا للرئاسة السابقة وتقدمت لهم بضمانات الدعم الاقتصادي والوقوف إلى جانبهم في مواجهة المليشيا الحوثية, في الوقت الذي دعمت فيه تأكيدها على الاستجابة للمطالب الأممية بالهدنة.
الجنوب يخطو نحو الدولة كحليف استراتيجي في المنطقة:
التحولات الأخيرة في الأزمة كان لها أثرها الإيجابي على الداخل الجنوبي الذي بات متماسكا وقويا على الأرض أكثر من أي وقت مضى, ضف إلى ذلك بروزه ككيان منظم سياسيا منظما أكثر إلماما وإدراكا بأهمية المرحلة إلى جانب تنامي الوعي الجنوبي الذي بات ذاته يشكل داعما أساسيا ومقوما للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يؤكد بخطواته المتزنة أنه بات قادرا على مجاراة اللعبة الإقليمية والاستفادة منها والاشتراك في صياغة المصير الجنوبي بصورة جدا مرنة, فيما على الجانب الآخر وفي الشمال تحديدا لاتزال المليشيا الحوثية المدعومة من إيران هي صاحبة اليد الطولى, فقط بضع المناطق التي تقع تحت قوى الشرعية المتنازعة والمترهلة والتي نفسها أثبتت سياسية قوى الشمال ذات الطابع المتقلب.
موقف إخوان اليمن من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي :
وبالنظر الى مواقف إخوان اليمن الرافض لنقل السلطة من الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، إلى مجلس قيادة مؤقت برئاسة رشاد العليمي ومشاركة مختلف القوى السياسية اليمنية والجنوبية فيه، أعلن صقور الإخوان المقيمون في تركيا، رفضهم له واعتبروا ما جرى في السعودية “انقلابا على السلطات الشرعية”. واذا ما تم استعراض تصريحات توكل كرمان على اعتبار انها الصوت الأعلى في إخوان اليمن فقد قالت “إن تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية، هو حلقة من سلسلة طويلة من التدخل السعودي الفاشل والارعن والاعمى في اليمن، وبقية دول الربيع العربي.
وكانت كرمان تتحدث إلى منصة تابعة لإخوان السعودية على تويتر، حيث قالت إن مشاورات الرياض كانت عبارة عن مسرحية هزلية اضافت الى فشل السعودية فشل آخر وضعفاً آخر إلى ضعف جبهة الشرعية المناوئة للحوثي والتي يفترض أنها مدعومة من المملكة، ما حدث في الرياض عمل قصد منه النيل من كرامة اليمنيين فهي لم تكن مشاورات وليس لها من اسمها نصيب، بل ما حدث عبارة عن مجموعة من الاملاءات الجاهزة قامت السلطات السعودية باحتجاز المتشاورين كل واحد من غرفة منفردة عدة ساعات ثم أتوا وطلبوا منهم التوقيع على بيان الرئيس هادي الذي كان هو الآخر محتجزاً في غرفة أخرى وتم إجباره على توقيع اعلان رئاسي يفيد بتنازله وتسجيل ذلك في خطاب تم بثه للشعب، وكل ذلك من قبل محمد بن سلمان. واعترفت توكل كرمان بوجود تنسيق مع الحوثيين، فهي ترى السعودية وتدخلها في اليمن بمثابة احتلال عسكري، لكنها عادت وقالت “إن السعودية لم تفعل شيء من اجل مساعدة اليمن سوى غارات وسلاح قليل، ومن ثم عادوا لتقويض الشرعية اليمنية، ويحسبون بذلك أنهم قادرون على إجراء مصالحة مع الحوثي”؛ في تأكيد على انها تعلم بأن الحوثيين لن يحاوروا السعودية.
إخوان اليمن يرفضون قتال الحوثيين ويسلمون أسلحة التحالف العربي :
تزعم القيادية الإخوانية توكل كرمان “أن هناك أطماع سعودية إماراتية في اليمن، وتبرر عجز تنظيم الإخوان في قتال الحوثيين بالزعم ان السعودية والإمارات تريدان استمرار الحرب وبقاء الانقلاب الحوثي في صنعاء يخدم أجندة التحالف العربي”. وقالت إن “الانقلاب الحوثي مستمر برعاية سعودية غير مباشرة من خلال تدميرها لليمن وحصارها والوصاية عليه. تقام العلاقة الإخوانية السعودية على “مصلحة مشتركة قتال الحوثيين الموالين لإيران”، مولت السعودية جيش مأرب بترسانة أسلحة هي الاضخم إذا ما تم مقارنتها بالأسلحة المقدمة للقوات التي حققت مكاسبة عسكرية ميدانية. لكن هذه الأسلحة الضخمة وقعت في قبضة الحوثيين على خلفية انسحاب تكتيكي من فرضة نهم في العام 2020م، حيث سلمت سبعة ألوية عسكرية ضخمة أسلحتها الضخم والكبير لبضعة مقاتلين حوثيين، وقد برر وزير الدفاع محمد علي المقدشي تسليم تلك الأسلحة الى انسحاب تكتيكي متوعدا بالقتال ضد الحوثيين، لكن لم يحدث أي شيء، فالحوثيون استمروا في هجومهم الواسعة وحصلوا على نصف تلك الأسلحة التي حصلوا عليها في نهم، من خلال تسليم قوات إخوانية لترسانة أسلحة في قانية والبيضاء وصولا إلى بيحان شبوة في الجنوب. وكل تلك الأسلحة مكنت الحوثيين من توسيع عملياتهم العسكرية، خاصة في ظل وجود تشديدات على تهريب الأسلحة من إيران إلى صنعاء.
وسيطر الحوثيون على سلسلة “جبال يام”، و”معسكر اللواء 312” بعدما كانت القوات الحكومية قد استحوذت عليه في فبراير (شباط) 2016، وهو المعسكر الذي يمثّل أحد أهم المواقع في المديرية، التي تعد بوابة العاصمة الشرقية، وتبعد عنها فقط نحو 25 كم، وسلسلة جبلية تمتد لعدة كيلو مترات، هي بمثابة الستار الذي يفصل قوات الجيش اليمني عن صنعاء، إضافة إلى مواقع استراتيجية أخرى، وفقا للصحيفة السعودية. وعبرت السعودية عن سخطها حيال ما اسمته عدم وجود ردة فعل من قبل ادارة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، على ما حصل في نهم “بالنظر إلى ردة الفعل الحكومية المنتظرة، ظهرت الشرعية اليمنية متسمة بالهدوء، أي أن الرد العسكري المتوقع في هذه الحروب لم يحضر”. وقالت قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب إن “”إن من ضمن الأسباب التي مكّنت الحوثيين من إحراز التقدم في جبهة نهم، تمكنهم من اختراق شبكة الاتصالات اللاسلكية الخاصة بالجيش الوطني وإصدار أوامر وهمية إليهم بالانسحاب من مواقعهم، وكذلك قيامها بتعطيل شبكة الاتصالات الأخرى والإنترنت حتى أصبحت المنطقة العسكرية السابعة التابعة للجيش الوطني في تلك الجبهات معزولة تماماً”.
الحوثيون يقرون بتعاون من إخوان اليمن :
اقر الحوثيون بتعاون إخوان اليمن معهم في مواجهة ما اسموها دول العدوان (التحالف العربي)، حيث قال عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي محمد البخيتي “كانت الأمور تسير بيننا وبين حزب الإصلاح (الإخوان) بشكل جيد، تهدئة في الجبهات، ودعوة مشتركة لعودة المقاتلين اليمنيين من جبهات الحدود مع السعودية، واستشعار الطرفين لخطر المشروع الإماراتي غرب تعز، وخطر استهداف وحدة اليمن، ولكننا فوجئنا بهجوم مباغت في جبهة نهم وبغطاء جوي من دولتي العدوان (السعودية والإمارات) رغم وجود تفاهم بين العسكريين من الجانبين على الهدنة، ولا نعرف بالتحديد الأسباب التي دفعتهم لهذا التصعيد، وعلى ما يبدو أن ضغوط دول العدوان كانت سببا لذلك، وعلى أي حال فإنها خطوة غير موفقة، ولم تكن في صالحهم خصوصا أن موازين القوى باتت تميل لصالحنا”. ويبدو ان البخيتي قد كشف جزء من استراتيجية الحرب، فالإخوان الذين سبق لهم ووقعوا ثلاث اتفاقيات مع الحوثيين بوقف اي عمليات عسكرية بين الطرفين كانت الأولى في صعدة عقب تسليم محافظة عمران للحوثيين في منتصف العام 2014م، عبروا عن ما وصفته الصحافة السعودية “السخط من التصريحات الحوثية، التي زعم الحزب انها تصريحات توضح حالة الانهزامية والهستيرية التي يمر بها الحوثيون”.
وحملت صحيفة “اندبندنت عربية” السعودية إخوان اليمن مسؤولية ما حدث في نهم، ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري اليمني عبدالعزيز الهداشي، قوله “إن ما حدث في نهم هزيمة مذلة لا يمكن تبريرها لأي سبب كان، عدا كونها تقصيرا واضحا لجيش الشرعية، ومن أولى قواعد الحرب أن من لم يستطع أن يدافع في الجبال الشاهقة والقلاع والثكنات الحصينة، (في إشارة لتضاريس منطقة نهم)، فمن الصعب عليه أن يدافع في أرض مفتوحة وتضاريس سهلة منبسطة”.
وتحدث الصحيفة السعودية عن الإجراءات الحكومية المفترض حدوثها بعد حادثة نهم، من خلال قيام هادي بإقالة قيادات عسكرية في وزارة الدفاع من العيار الثقيل ولكن هذا لم يتم، ورأت الصحيفة حينها أن من أسباب الانتكاسات العسكرية لجيش الإخوان “تعيين قيادات في الجيش ليس لهم علاقة بالعمل العسكري، ولا يعرفون فتح خريطة عسكرية، وبعضهم أطفال يتم تعيينهم بحسب الولاءات وخبرتهم تكاد تكون صفرا”؛ في اشارة الى تعيين قيادات الإخوان المدنية قادة في جيش مأرب الإخواني.
“إخوان اليمن” يهاجم السعودية لتبرير تحالفه مع الحوثيين
في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي (2021)، دفع إخوان اليمن بقوة نحو توتير العلاقة بين “الشرعية” اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية من خلال تصريحات مسيئة للرياض في توقيت يخدم الحوثيين ويوسّع الخلاف داخل صف القوى اليمنية التي تقف ضد المتمردين.ووتبنى تنظيم إخوان اليمن موقف قوى سياسية يمنية في مأرب، حمّل الحكومة اليمنية والتحالف العربي مسؤولية الفشل في إدارة المعركة، في محاولة للتنصل من تبعات التغول العسكري الحوثي واقتراب الميليشيات من مركز المحافظة الاستراتيجية الغنية بالنفط والغاز”؛ وقد وقفت الغارات الجوية لطيران التحالف العربي حائط صد في منع الحوثيين من السيطرة على مركز المحافظة (مدينة مأرب).
واعتبر الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى أن “بيان تنظيم الإخوان المسلمين الذي وقّع تحت مسمى الأحزاب والقوى السياسية في مأرب هو اعتراف رسمي بنجاح التنظيم في مهمة إفشال الشرعية والتحالف العربي”. والبيان “أقرب إلى إعلان انتصار التنظيم الدولي للإخوان بصيغة تهديد مبطّن بالاستسلام للحوثيين وتسليمهم مدينة مأرب وحقول النفط في صافر. إلى جانب كونه تمهيدا سياسيا وإعلاميا لتحوّل التخادم الإخواني – الحوثي في اليمن إلى تحالف سياسي رسمي”. واشير حينها إلى التيار الإخواني في حزب الإصلاح الذي يستأثر بالسلطة والقرار السياسي والعسكري اليمني ويقف في الوقت نفسه خلف عمليات تسليم المحافظات والمديريات اليمنية لميليشيات الحوثي ميدانياً، بينما يعتقد هذا التيار أن بمقدوره التهرب من مغبة تواطؤه مع الميليشيات الحوثية وتحميل التحالف العربي المسؤولية”.
السعودية تتحرك لاحتواء ردات فعل الإخوان:
في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2021م، سارع سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن إلى محاولة احتواء أي ردة فعل من إخوان اليمن حيال قرارات كان الرئيس اليمني المعزول حينها بصدد إقرارها في محاولة لإصلاح ما حدث في نهم والجوف ومأرب والبيضاء من خيانات عسكرية للإخوان. وشنت قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح هجوما حادا على التحالف العربي، اعتبرت أن الترتيبات التي أطلقتها السعودية تستهدف عزلهم وتشكل تهديدا كبيرا لوجودهم. واتخذت السعودية موقفا من إخوان اليمن وذلك في اعقاب تسليم مناطق استراتيجية في محافظة شبوة للحوثيين دون أي مقاومة تذكر، على اثر تفاهمات مع حاكم شبوة الإخواني حينها محمد صالح بن عديو، حيث دفعت الرياض هادي إلى القيام بتغييرات جوهرية سواء على مستوى السلطة المالية في اليمن من خلال تعيين محافظ جديد للبنك المركزي لوقف حالة الانهيار المالي، وأيضا إقالة محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو وتعيين الزعيم القبلي عوض ابن الوزير العولقي محله. وتزامنت تلك الخطوات مع إعادة انتشار للقوات الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد أن ثبت تقاعس قيادات وألوية عسكرية تابعة لجماعة الإخوان في صد المتمردين الحوثيين في أكثر من جبهة ولاسيما في مأرب، آخر معاقل السلطة في اليمن الشمالي.
وسارع السفير السعودي لدى اليمن محمد أل جابر[ إلى عقد لقاء بعدد من قيادات الإخوان في محاولة للطمأنة، والدفع باتجاه تنفيذ اتفاق الرياض، الذي كان لهيمنة جماعة الإخوان على السلطة قد حالت دون استكمال تنفيذ بنود الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين السلطة بقيادة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2019. وبدت مخاوف السعودية من إقدام الإخوان على توتير الأجواء، في محاولة لخلط الأوراق، لكن الخطوة لا تخلو من مخاطرة وقد تقود إلى عزلهم وقال آل جابر عبر حسابه في تويتر “التقيت بقيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح” في العاصمة السعودية الرياض، وناقشنا أهمية دعم الجهود السياسية والعسكرية، وتوحيد الصف لمواجهة استمرار الميليشيات الحوثية في رفض وقف إطلاق النار، وبحثنا العمل على استكمال تنفيذ اتفاق الرياض (بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي لعام 2019) ودعم جهود الحكومة اليمنية لخدمة الشعب اليمني وتحقيق أمنه واستقراره”. ورفض الإخوان تنفيذ بنود اتفاقية الرياض، التي نصت على مواجهة الحوثيين، وفشلت السعودية في اقناعهم بضرورة القتال ضد الاذرع الإيرانية، وهو ما دفع الرياض الى الاستعانة بقوات لا تخضع للإخوان، والتي أطلق عليها اليمن السعيد، الا ان الإخوان سارعوا الى تصفية قائدها العميد عبدالرزاق البقماء المقرب من السلطات السعودية.
وفي الـ25 من يونيو (حزيران) الماضي اغتال مسلحون[يعتقد أنهم ارهابيون، قائد قوات اليمن السعيد المدعومة من التحالف العربي في محافظة مأرب، المعقل الرئيس لتنظيم إخوان اليمن الموالي للنظام القطري، في أحدث عملية اغتيال سياسية على الرغم من وجود هدنة أممية، أوقفت العمليات العسكرية في مختلف الجبهات. والبقماء، هو رجل دين سلفي، كلف مطلع العام الجاري بتأسيس قوات اليمن السعيد، التي جاءت كبديل لقوات الجيش الوطني الموالية للإخوان في مأرب، عقب رفضها قتال الحوثيين الموالين لإيران، وكان يفترض ان تكون “اليمن السعيد” قوة مماثلة لقوات العمالقة. وجاءت عملية الاغتيال عقب يوم من اعلان وحدة مكافحة الإرهاب في عدن، عن وجود تنسيق بين الحوثيين والإخوان في تنفيذ اغتيالات طالت قيادات عسكرية برزت خلال الحروب ضد الاذرع الإيرانية في اليمن.
ديسمبر 25, 2024
ديسمبر 22, 2024
ديسمبر 17, 2024
ديسمبر 13, 2024