أن يحضرك الشهيد حد التحكم برغباتك وتصرفاتك وسلوكياتك ، حد الشعور بإمتلائك من سيرته وفدائيته حبا وإنتماء وإخلاص وفداء لوطنك الجنوب ، فأنت بكل تأكيد منهم «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»
انت حامل راية الشهداء وحامي حمى تراب الجنوب.
مايبق الشهيد حيا مستمراً على الدوام في بطولاته ورمزيته هو الحفاظ على الاتتصارات التي إجترحها حية في تتابعها وديمومتها ، في توطين وتأصيل بسالته وشجاعته وإيثاره فينا ، إعطاء مبدأ نضاله و الهدف السامي الذي ضحى بروحه في سبيل تحقيقه ،السلطة العليا على ذاتنا الفردية والجمعية ، وإعطاء تضحيته معناها وأبعادها الوطنية والتاريخية ورمزيتها الكبرى على صعيد حياتنا العامة ونضالنا على اختلاف جبهاته العسكرية والأمنية والسياسية و الاقتصادية والعلمية والاجتماعية .
حتماً سنتجاوز بنجاح وتفوق وعن جدارة رهان الأعداء ومخططاتهم ، سنجتاح مشاريعهم وألغامهم ومفخخاتهم السياسية والعسكرية الارهابية ، سنحافظ على كل مكتسب ونصر بمكاسب وانتصارات جديدة ، مادام للشهيد فينا حياة تتجدد عزة وشموخا وفداء ، وعهد يمضي قدما الى الطرف الاخير من ذات الدرب ، درب التحرير والاستقلال .
غادرنا الشهداء تباعا في رحلة الفوز بالشهادة الى الذي اودع فيهم سجايا الابطال ونحن وطن يتحرر وشعب يقاوم ، ونحن امة تذود عن امه ، ارض نبتها على الدوام رجال الرجال ، ارض معطائة ولادة للابطال.
غادرنا الشهداء ونحن على ما جبلنا عليه وسنظل وسنبقى هكذا ،شعب مبدع في صناعة الملاحم والامجاد ، شعب لا يمكن هزيمته او قهره و مصادرة مشروعة التحرري، او تجريده من هويته وإزاحته عن معترك ومعركة امته العربية ضد اعداء كثر ، شعب جنوبي ليس بالامكان إرخاء قبضة سيفه بالشائعات التي تستهدف قيادته، او بتقديم وترويج سلوك نماذج مارقة فلتت في لحظة غير مرئية من مقام الشهداء الى قاع الانانية واطماع الذات ، نماذج التكسب الشخصي اللاهثة هناك في الجانب الاخر من صناع المكاسب الوطنية العظمى .