تحمل القوى الليبرالية اليسارية مشروع دولة حديثة، تتحقق من خلاله العدالة الاجتماعية والمساواة وتنجح جهود مكافحة الفساد، برغم بعض السلبيات التي ترافقها أحيانا كشمولية الحكم وبعض مظاهر الاستبداد، على عكس القوى اليمينية المتطرفة التي تحمل مشروع الدولة العميقة بصوره القبيحة، وما يرافقه من فساد هائل ودكتاتورية رهيبة، وتخلف فضيع في شتى المجالات، وقد تؤول أنظمتها إلى السقوط الكارثي في نهاية الأمر.
تقف القوى المتأسلمة التي غرسها الاستعمار الغربي في قلب المنطقة العربية، على رأس العوامل المتسببة للتفكك والصراع الأهلي الذي تشهده منطقتنا، إذ تُعزى معظم مشاكل الأمة وجوانب انحدارها لأنظمة الحكم في السعودية وإيران وجماعة الإخوان المسلمين.