لماذا تحارب الأنظمة الغربية العلمانية القوى الليبرالية في منطقة الشرق الأوسط، وتقدم الدعم والعون للقوى الدينية المتطرفة؟؟..
باختصار لأن: لا يوجد صراع ديني في عالمنا كما يُسوق لذلك على أوسع نطاق. صراع المصالح جعل من التيارات اليسارية المعتدلة في منطقة الشرق أوسطية، تهديد حقيقي وجدي لمصالح الغرب غير المشروعة في هذه المنطقة. القوى اليسارية تؤمن بالمشروع الحديث للدولة المدنية القادرة، مما يوصد الأبواب في وجه الأطماع الغربية المتزايدة. القوئ اليسارية تحمل على كاهلها لواء النهضة والبناء في بلدانها، مما يتصادم مع المساعي الغربية غير السوية. القوى اليسارية تؤمن بالقانون، وتحافظ على مستوى متوازن من العلاقات داخليا وخارجيا، بشكل يجنب البلد الانخراط في خضم الفوضى. القوى اليسارية تقيّم التهديدات الخارجية بصورة مقبولة، وترفض التعاون القائم على التبعية المباشرة.
على النقيض من ذلك تماما، فإن القوى الراديكالية المتطرفة لا تؤمن بمشروع الدولة المدنية، فيُقسم المجتمع الواحد عند ئذ إلى طبقات متفاوتة تتصارع بينيا.
القوى اليمينية تحمل مشروع سياسي يؤول بالبلدان نحو التفكك والتشرذم، لاعتبارات ضيقة. القوى اليمينية لا تؤمن بمبدأ المشاركة في الإدارة والحكم، وتدفع نحو إنتاج أقلية متحكمة في كل شيء، وأكثرية مسلوبة.
القوى اليمينية لا تؤمن بمبدأ المساواة والمواطنة، وتكرس الاستبداد والعبودية.
القوى اليمينية تستنفد الجهود الجمعية في مسائل هامشية جدلية تفرق أكثر مما توحد، وتبتعد بأكبر ما يمكن عن مسارات التنمية وبناء الإنسان.