الجمعة , 27 ديسمبر 2024
_الرأي السقطري_متابعات:
قال المهندس علي المصعبي، أمين عام حزب جبهة التحرير، إن “الحوار الجنوبي مرّ منذ بداية الحراك الجنوبي بتجربتين حقيقيتين: الأولى كانت في بداية الحراك الجنوبي وكانت تسمى لجنة الحوار، وكان يقودها المفكر الجنوبي حيدرة مسدود، الشخص الرائع الذي قاد فعلا الحوار في المرحلة من 2013 إلى 2014، حاول فيها أن يلملم مكونات الحراك، ولكن نتيجة لعوامل كثيرة منها صراعات الدول لم تسمح للحوار بأن ينجح..
والتجربة الثانية الحقيقية للحوار الجنوبي هي التي نعيشها الآن والتي تبناها المجلس الانتقالي، لذلك تداعينا من كل الأقطاب الجنوبية لهذا الحوار وكنا في جبهة التحرير سباقين لتلبية هذه الدعوة، ونرى أن هذه التجربة تمضي نحو النجاح”.
وأضاف المصعبي في مقابلة له على قناة (عدن المستقلة)، مساء الجمعة، في برنامج “مسار الحوار”، للحديث حول مسار الحوار الجنوبي، مع ضيف آخر للبرنامج هي الأستاذة ضياء الهاشمي عضو الأمانة العامة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أضاف بأن “لجنة الحوار الوطني التي شكلها المجلس الانتقالي الجنوبي جلست مع كل الأطراف، وانا أحيي القائمين عليها وعلى رأسهم الدكتور صالح محسن والدكتور عبدالسلام والسفير عبدالكريم وعلي شنظور وأسماء كثيرة حوتها تلك اللجنة نطكم الشخصيات الوطنية الرائعة سواء في الداخل أو في الخارج بقيادة الأخ أحمد عمر بن فريد”.
وأكد أمين عام حزب جبهة التحرير المهندس علي المصعبي أن “اللجنة قطعت شوطا كبيراً حسب ما نلمسه حيث جلست مع أغلب المكونات الفاعلة ولم يعطوا مجالا لأحد.. كل صوت يدعي أنه فاعل في الجنوب سواء كان ذا قيمة سياسية أو لم يكن له قيمة سياسية، وسواء كان حقيقياً أو غير حقيقي.. حتى نحن في جبهة التحرير جلست اللجنة مع عدة أطراف تدّعي انتمائها لجبهة التحرير ولم نعترض لأننا نؤمن بالهدف الوطني الذي قامت عليه هذه اللجنة”.
وأردف بالقول: “ما نتمناه نحن في الأخير وعلى الجميع أن يستوعبوا هذا الكلام هو أن هذا الحوار قائم على أمرين أساسيين: الأول هو الاتفاق على استعادة وطن، والثاني مستقبل هذا الوطن.. وبالتالي عند الاتفاق على النقطتين كل النقاط التي أتى على ضوئها الميثاق الوطني الذي لم تكن لنا ملاحظات كثيرة عليه لأنه كان هناك اجتهاد رائع من الإخوة القائمين على الأمر لإعداد مشروع الوثيقة يستند على هاتين النقطتين من أجل الوصول لتحقيق استعادة الوطن والوصول لمستقبل هذا الوطن”.
واستطرد المصعبي بأن “هناك محك رئيسي في السلوك يجب أن يمارس وهو عقيدة التواضع البيني وهذا ما نرى الانتقالي الآن يتجه إليه واستطاع أن يجذب إليه الكثير من الأطراف الجنوبية.. لأنه للأسف هناك أخطاء حصلت في التاريخ الجنوبي، وكان هناك نوع من المن.. الانتقالي أتى من رحم الثورة الجنوبية بدون شك وربما ظروف معينة هُيأت، والرئيس عيدروس الزبيدي يحظى باحترام الجميع وأتى من رحم الثورة الجنوبية وربما كان قاسم مشترك أو شعلة أمل في إطار تشكيل المجلس الانتقالي بناءً على التفويض الممنوح له انضمت إليه أطراف كانت قبل ثوانٍ من انضمامها له لها انتماءات أخرى ، لكن في الأخير ما يجمعنا وما يجب أن نتحاور عليه هو مشروع وليس أشخاصا.. وبالتالي كل من انضم إلى الثورة وإلى إرادة شعب الجنوب بشكل أو بآخر هو جزء لا يتجزأ منا بغض النظر عما كان قبل ذلك”.
وأوضح أن “هناك حاجة ملحة وضرورة بأن هذا الحوار يجب أن يصل إلى نهاية.. ومن أجل يكون هناك نوع من الشفافية نصارحكم بها من خلال هذه المقابلة، الحوار الآن يسير في إطارين: إطار يقوده بشكل مباشر فخامة الرئيس عيدروس الزبيدي وهذا تمخض عن اندماج من قبل بعض مكونات الحراك الجنوبي.. وهناك حوار يسير بالتوازي معه الحوار الاول ويقوده الدكتور صالح محسن وهو حوار رائع في إطار اللقاء مع كل الأطياف السياسية الجنوبية في الداخل، وفي الخارج أيضاً يتحرك في ذات السياق برئاسة الأستاذ أحمد عمر بن فريد”.
وأردف المهندس المصعبي بالقول: “السؤال المهم الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا وهو أننا وصلنا إلى توافقات معينة وتم التوقيع على وثيقة معينة ممكن تسميتها “ميثاق شرف وطني”، وهناك شبه إجماع مع الطيف الجنوبي الذي تم الجلوس معهم ونحن في جبهة التحرير ممن كان لنا بعض الملاحظات البسيطة التي تصب في مصلحة هذه الوثيقة.. لكن ماذا بعد التوقيع على الوثيقة؟”.
ومضى يقول: “استعادة الجنوب هذا هدفنا جميعاً ولكن الاتفاق حول آلية استعادة الجنوب والشراكة الجنوبية ليس فقط في مستقبل الجنوب ولكن أيضاً في المرحلة الراهنة.
ممكن جبهة التحرير تمتلك خصوصية تختلف عن بقية المكونات لان جبهة التحرير تعتبر جزء مأساوي من تاريخ الجنوب الذي يجب أن نتعظ منه من خلال حرب 67م والخطأ الذي تم من خلال إقصائها.. لا نريد أن نزايد على الآخرين، حتى الجبهة القومية إخواننا إخواننا وتصالحنا وتسامحنا ونعتبر أنفسنا جزءاً لا يتجزأ منهم..
لكن الذي ربما لا يعرفه الكثير أن المؤتمر الحقيقي لجبهة التحرير كان في 2007م وكان برعاية عفاشية وهذا لأول مرة سنصرح به من هنا، وكان من أجل أن نقف ضد الحراك.. وانا وقتها كنت الأمين العام المساعد للحزب، وتقدمت بمشروع للجهة الراعية وكان وقتها عفاش ومن معه في حزب المؤتمر الشعبي العام وقلنا لهم إن مسألة الجنوب لا يمكن يكون بالاحتكاك أو بالنار، ولكن هناك مصفوفة من الأخطاء يجب تعديلها وقدمنا مشروع لإصلاحات في الجنوب، وقال عفاش حينها للمرحوم ياسر العواضي وعبدالله أحمد غانم: (أخذنا الجنوب من الحزب الاشتراكي وتشتونا نسلمه لحزب جبهة التحرير.. ضحك عليكم هذا الشاب الصغير المهندس علي المصعبي بهذه الكلمتين التي جابها، خلوهم يكونوا ضمن الأحزاب الكرتونية)..
طبعاً نحن كان ردنا في وقتها بأن أعلنا من طرفنا في جبهة التحرير – بشكل أحادي – بالتصالح والتسامح مع كل الماضي الجنوبي، وعدنا للنضال مع الحراك الجنوبي..
وبالتالي كان أهم ملاحظة قدمناها للأخوة في الحراك أننا لسنا فقط شركاء في مستقبل الجنوب ولكن يجب أيضا أن نكون شركاء في المرحلة الراهنة في مسألة التمثيل، كان كل خلافاتنا الجنوبية هو موضوع التمثيل، من يمثل الجنوب في المفاوضات..
ولهذا يجب أن تكون هناك صيغة معينة معبرة تضع آلية عملية لما يتم التوافق عليه من خلال الوثيقة الوطنية وميثاق الشرف الوطني تعبر عن مسألة الشراكة في التمثيل”.
ولفت المصعبي بالقول: “نحن كجنوبيين علينا أن نتفق بقيادة المجلس الانتقالي وإشرافه وتحت مظلته على تمثيل معين..
كثير من يطرح موضوع الجبهة الداخلية وهذه مسألة مهم جداً التفكير فيها بأن نكون جبهة داخلية يقودها الانتقالي، ومطروح أيضا عمل تنسيقي..
لكن كسياسي أرى أن نأخذها بالمختصر بأن نتفق أن نكون أربعين فرداً والانتقالي يقودهم بالعدد الأكبر، ونعلن للعالم بأن هذا هو فريق المفاوضات الجنوبي لتمثيل الجنوب في المحافل الدولية”..
وأكد أن المجلس الانتقالي “قطع شوطاً كبيراً ومعترف به دولياً وعلى جميع الأطراف الجنوبية أن يستفيدوا من هذا كثيراً، لا يجب أن تكون اطماعنا الشخصية هي العامل الرئيسي لجرنا إلى مربع الصراعات… جزء كبير من الجوانب التي يعول عليها كافة أعداء الجنوب سواء داخلياً أو خارجياً هي الرهان على أن يبقى الصراع بين الجنوبيين على مسألة التمثيل لضمان بقاء صراع المشاريع في الجنوب”.
وقال: “أنا حددت نقطتين وهما : استعادة الوطن، ومستقبل الوطن.. وهذا معناه أنه لا يوجد جنوبي ليس داخل هاتين النقطتين، يعني حتى من يدعون للفدرلة هم أيضا في إطار مستقبل الجنوب لأنه في الأخير الإرادة الشعبية تواقة لمسألة استقلال الجنوب، لكن نحن نعرف أن استقلال الجنوب يأتي في ظل اعتراف الدول.. ونحن كسياسيين علينا أن نسوق المصالح الدولة التي فعلاً تكون مقنعة لهم بأن مصالحهم تكمن في استعادة مقعد الجنوب في مبنى الأمم المتحدة كدولة مستقلة ذات سيادة وذات جغرافيا في حدود ما قبل 22 مايو 1990م”.
وأضاف أمين عام حزب جبهة التحرير المهندس علي المصعبي قائلا: “الإشكال الرئيسي حول مستقبل الجنوب بأن هناك من يرى مصالحه في أن يكون الجنوب فيدرالية ضمن يمن، وهناك من يرى مصالحه ضمن جنوب مكون من إقليمين ضمن يمن كبير.. وظهرت لنا الان أصوات نشاز نسمعها تتحدث عن فصل حضرموت عن الجنوب وهذه إما دولة اتحادية يمنية أو دولة حضرموت مستقلة.. وهذا الصوت يحتم علينا بذل المزيد من الجهد للتوصل مع كل الأطراف لاستعادة الوطن ومستقبل الوطن حول مستقبل الجنوب قد نتوصل إلى عملية توافقات في إطار أن تكون لدينا نوع من التكتيكات المعينة..
نحن نؤمن بالأمر الواقع، لكن إذا كانت هناك عوامل معيقة هي لا تستلزم بأن نقبل بعدم الوصول إلى الهدف، لكن تستلزم علينا التعاطي مع الواقع”.
وأشار إلى أن”الحوار الجنوبي إلى الآن مرضي لكل من يحمل في قلبه ذرة وطنية ولكن الأعمال بخواتيمها، فلابد في الأخير من تحقيق الهدف من هذا الحوار والوصول إلى نتائج، فلا يكون الحوار عاطفة ببنية نتجاذبها بين فترة وأخرى، بقدر ما يجب أن يكون لهذا الحوار خلاصة..
وبالتالي وجودهم ونزولهم في هذه الفترة التي نتحدث عنها أمر في غاية الأهمية لأن وجودهم سينقل الحوار من مرحلة لقاءات ونتائج تم تحقيقها إلى مرحلة الدخول في الجوانب العملية، وهذا بالتالي سيعزز قوتهم، وبدلاً من أن نذهب إلى الخارج قد يأتي الخارج إلينا ليفاوضنا”.
وقال: “كنت قد تحدثت في أول لقاء مع لجنة الحوار بأن هذا الحوار الحوار سيهيئ لعملية الاستقرار، وعملية الاستقرار هي الضمان الأساسي لمسألة المصالح الدولية المشتركة مع شعب الجنوب أو في ظل كل الكيانات الجنوبية الحالية..
وبالتالي إذا لم تقم النسخة الدولية باحترام إرادة شعب الجنوب فإنها ستخسر ومستقبلها لا يمكن أن يتحقق ومصالحها أيضاً لا يمكن أن تتحقق، لأن عادةً كل الدول التي تتجه بعلاقاتها ضد الشعوب في الدول التي تريد منها مصالح معينة فإنها لا محالة ستخسر مستقبلها ومصالحها..
للأسف الشديد شاهدنا خلال الأيام القليلة الماضية موقف رديء جداً لسفراء الاتحاد الأوروبي في مسألة تجنيهم على المجلس الانتقالي الطرف الجنوبي الذي يمثل القضية الجنوبية، والذي كان من الأطراف الجنوبية الأكثر مرونة لتحقيق الأفضل للشعب الجنوبي.. وبالتالي كان على كل الأطراف التي تحاورت مع الانتقالي أن يكون لها موقف من بيان الاتحاد الأوروبي، خاصة ممن دخلوا مع الانتقالي في مرحلة دمج والذين لم نرَ لهم أي موقف حيال ذلك البيان.. كان حزب جبهة التحرير سباقا في هذا الاتجاه لأننا ننطلق من اتجاه وطني.. ونتمنى أن يكون لتلك المكونات مواقف حقيقية فمازال الحديث في هذا المجال ساخنا تجاه تلك الدول التي ظلمت الانتقالي ظلماً شديداً، ومن أجل أن يعرف العالم أن كل الأطراف الجنوبية مع الانتقالي مهما اختلفوا وإن كنا في إطار حوار”..
وأوضح القيادي الجنوبي البارز علي المصعبي أن “الحوار الجنوبي يمضي للوصول إلى خلق جبهة داخلية موحدة لمواكبة كل المستجدات ومواجهة كل التحديات، ونتمنى أن تكون هي محطتنا الأخيرة يقودها الانتقالي ومع كافة الأطراف الجنوبية التي ستكون إضافة رائعة لقوة الانتقالي الذي يعد هو ممثل الجنوب.. وأنا أعتقد أن الأفق للوصول إلى هذا الأمر بات مطلباً رئيسياً يتواكب مع كل المعطيات..
الجنوب اليوم مستهدف بشكل أو بآخر من كل الأطراف.. والجميل أنه لا يوجد طرف جنوبي لا يشعر أنه جزء من عملية الاستهداف، سواءً كان ذاتياً أو في إطار المشروع الذي يحمله نحو تحقيق إرادة شعب الجنوب باستعادة دولته، وبالتالي هذا يتطلب منا جميعاً أن نتحمل المسؤولية.. نحن الآن نصنع التاريخ بحلوه أو بمره، بفشله أو نجاحه، بتأخره أو تقدمه”.
ووجه المهندس المصعبي من خلال تلك المقابلة عدة رسائل، حيث قال: “هناك عدة رسائل لمن لا يودون المشاركة في صناعة التاريخ، أقول لهم إن فرصة الحوار التي منحها الانتقالي للجميع من خلال تشكيل لجنة أغلب المتواجدين فيها متخصصين وغير منتمين بشكل تنظيمي للانتقالي يفترض أن لا تضيع هذه الفرصة ومن اضاعها فقد أقصى نفسه..
ومع ذلك حتى إن أقصى نفسه بالحضور الذي لا يمكن أن يقبل الحوار أو يقبل الانتقالي، أو كل من سوف يحضر أن لا يكون وجود ما يطمئن هذا الذي تغيب بذاته في مستقبل الجنوب القادم، لأن في موضوع السياسة من أقصى نفسه من يقصيه، لكن في موضوع الوطن الكل شركاء من نريدهم ومن لا نريدهم، لأننا لا نستطيع أن نمنعهم من حقهم في الانتماء.. وبالتالي سنعمل مع إخواننا في لجنة الحوار في الانتقالي على تضمين هذا الأمر بأن المستقبل للجميع حتى من لم يشاركونا في هذا الإطار”.
وفي ختام المقابلة قال القيادي الجنوبي – أمين عام حزب جبهة التحرير: “نتمنى عودة قريبة وسريعة، لا نقول لقيادة الانتقالي السياسية بل لقيادتنا السياسية على رأسهم الرئيس عيدروس الزبيدي ومن معه، لأن الجنوب بحاجتهم وقوتهم هنا ستنطلق ونحن كلنا إلى جانبهم.. وأنا واثق بأن عند وصولهم سيدرك العالم مدى قوة هذه القيادة السياسية، وبالتالي لن نحتاج إلى السفر إلى دولة معينة بل ستحط طائراتهم في مطار عدن ليعرفوا قيمتنا”.
ديسمبر 25, 2024
ديسمبر 22, 2024
ديسمبر 17, 2024
ديسمبر 13, 2024