الأربعاء , 5 فبراير 2025
_الرأي السقطري-خاص:
كتب/بلقيس المرهبي
كَرس حياته من أجل وطنه المسلوب ،كان إيمانُه القوي بعدالة قضيتة هو الدافع الكبير الذي جعله يمر بمنعطفات تأريخية مفصلية ومهمه، والتي كان لها الدور الأسمى فيما وصل إليه الجنوب اليوم.
نتحدث هُنا عن أحد أبرز القيادات العسكرية في القوات المسلحة الجنوبية، وأحد أهم الكوادر الوطنية التي زخر بها وطننا الجنوب…
ففي إحدى القرى الريفية الصغيرة التي تتميز بتضاريسها الصعبة والوعرة بمديرية حجاف في محافظة الضالع، ولد قائدنا المغوار الشهيد العميد ركن طيار” فضل علي محمد النقيب” ومن هُنا ولد فجر جديد معه سطع ولَمع ليصل إلى كل أرجاء الوطن..
التحق النقيب بأحدى مدارس التعليم الأساسي في مسقط رأسه مديرية حجاف وانهى تعليمة في تلك المرحلة في العام 1981م، بكل تفوق وتميز،ثم انتقل الى الثانوية العامة التي تلقى تعليمه فيها بمدينة الضالع وانهاها في العام 1985م،وأُختيربعدها لأجراء اختبار القبول في الدفاع الجوي والذي اجتازه بجدارة ليكمل دراستة في هذا المجال في جمهورية إثيوبيا ويتخرج منها انذآك برتبة”ملازم طيار”.
بعد اكمال تعليمة في مجال الدفاع الجوي عاد الملازم طيار النقيب إلى أرض الوطن، وعندها انضم إلى “السرب الرابع” لسلاح الجو الجنوبي في العام1989م، والذي كان يُعد في تلك الفترة الأفضل في المنطقة ككل،ثم رُشح بعد ذلك لدورة خاصة لطائرات النقل العسكرية والتي تخرج منها أيضاً في العام1990م.
لم تمرسنوات طويلة على تخرجه وانضمامه للسرب الرابع لسلاح الجو الجنوبي حتى اندلعت حرب صيف 94م،المشؤومة والتي كان لبطلنا دور ريادي فيها،بقيامه بطلعات جوية لضرب أهداف العدو وكذا تنفيذه لكل الأوامر والمهام التي اُوكلت إليه بكل إتقان وحرص وتفاني..الا أن الأقدار شاءت وتمكنت قوات الأحتلال اليمني من اجتياح شامل للأراضي الجنوبية ،بعد دعوات سبقت ذلك بقتل وتدمير كل ماهو جنوبي والقضاء على كل التراث والهوية الجنوبية،وماتلا ذلك من قتل ونفي واعتقال واقصاء لكل الكوادر الجنوبية.
وبالفعل بعد الأجتياح الغاشم للجنوب غادر الطيار”النقيب” أرض وطنه ليستقر به الحال في ارض المنفى والتي قضى فيها ثمان سنوات وترك كل آماله في الوطن المكلوم.
لم يكن المهجر اوالمنفى آخر ماوصل به الحال لكل الجنوبيين الذين نفوا من وطنهم مجبرين مكرهين،،بل أنهم واصلوا نضالهم من الخارج وقاموا بتأسيس حركات وجمعيات داعمة لنضالات الشعب التحررية في الجنوب،كحركة”موج”التي كان أحد أبرز مؤسسيها.
لم يستمر الحال طويلاً حتى عاد “ابو هارون” إلى الجنوب في العام 2002م ومن هنا بداءت وشيدت أبرز مراحل النضال ،ليلتحق مباشرةً بثورة الشعب ويصبح قائداً للحراك السلمي الجنوبي في مديرية حجاف.
لقد كان الشهيد العميد ركن طيار”فضل النقيب”من أهم وأبرز القيادات في كل المراحل ،فقد عرُف بأخلاصه وحبه الكبير لوطنه وعزيمته،كان عنصراً فعالاً لما يمتلك من صفات وقدرات ميزته عن الكثير من أقرانه.
تمتع بشغف كبيروولاء ووطنية وشجاعة قل نظيرها،مكنته من مواجهة اصعب المواقف والمهمات التي واجهته خلال مسيرتة الكبيرة والتي توجت بأستشهادة، لم يكل ولم يمل كان حريصاً على حضور كل الفعاليات التي أقيمت في محافظته آبان الحراك السلمي بل إنه كان يقوم بنقل المتظاهرين بنفسه و بمجهوده الفردي.
استمرت الثورة التحريرية لأبناء الجنوب سنوات طويلة ووصل الغليان والاحتقان الشعبي إلى ذروته في كل المحافظات الجنوبية ،والذي ووجه بكل اجرام ووحشية ليسقط حينها الآف الشهداء والجرحى وكانت الضالع أبرز تلك المحطات والتي لقنت الاحتلال اليمني دروساً لن ينساها،وكما قال الشاعر”وللحرية الحمراء باباً**بكل يداً مضرجةً يدق”.
اندلعت بعدها حرب العام2015 والتي شهدت النصر الأعظم لكل الجنوبيين وبداءت ملاحم النصرتتلألا من منبع الأبطال الضالع والتي كان للقائد العميد ركن طيار”فضل النقيب” دور مهماً فيها لمايتمتع به من صفات القائد الفذ والكثير من الصفات التي ذكرناها سابقاً،شارك العميد طيار في المعارك الأسطورية هناك وأُرسل إلى العاصمة عدن للتفاوض ومد المقاومة الجنوبية في الضالع بالسلاح والذخيرة .
كان الملهم لكل الرفاق وكل من يعرفه،لم يتهاون يوماً بالذود عن نفسه في خدمة وطنه،،ظل متنقلاً في جبهات الضالع تارة لتقديم النصح والإرشاد وتارة آخرى لرفع معنويات المقاتلين في المتارس.
وفي صبيحة العاشر من “آذار” مارس 2022م ارتقى العميد ركن طيار “فضل النقيب” إلى ربه شهيداً في جبهات الشرف بقطاع “الجب” في محافظة الضالع ليفقد به الجنوب أحد أفضل رجالاته والذي من الصعب أن تجد له بديلاً.
*أبرز المناصب التي تقلدها العميد ركن طيار خلال مسيرته النضالية:
-عضو جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين
-عضو ملتقى التصالح والتسامح في الضالع.
-رئيس القيادة السياسية ورئيس مجلس الحراك السلمي الجنوبي في جحاف2007م.
-عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر”نجاح”وعضو الجمعية الوطنية فيه.
-رئيس مجلس التوثيق في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي.
-نائب رئيس الحراك السلمي الجنوبي في الضالع
-رئيس عمليات اللواء السابع صاعقة.
-رئيس عمليات اللواء الثاني مشاة.
*الحزن يعم الجنوب….
شيع الآلاف جنازة الشهيد البطل العميد ركن طيار “فضل النقيب”إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه مديرية حجاف ،وسط حضور ملفت وكبير لقيادات الأنتقالي وجموع غفيرة من رفاقه والمواطنين.
عم الحزن أرجاء الوطن ونعت القوات المسلحة الجنوبية فقيدها الراحل كما تحدث عنه ابرز قيادات الانتقالي الجنوبي الذين أعربوا عن حزنهم الشديد لفقدانه، وكان على رأسهم الرئيس الزُبيدي الذي عبر عن بالغ الاسى والحزن برحيل اشجع وأنبل القيادات العسكرية في القوات المسلحة الجنوبية والذي تقلد مناصب عدة كان آخرها ركن عمليات اللواء الثاني مشاة.فيما تحدث ساسه آخرون عن مناقبه وأبرز انجازاته كاللواء أحمد بن بريك و اللواء شلال وغيرهم الكثير.
فبراير 3, 2025
فبراير 2, 2025
فبراير 2, 2025
يناير 31, 2025