يعكس تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي لخمسة ألوية جديدة للدعم والإسناد في مكافحة الجماعات الإرهابية، تزامنا مع انطلاق المرحلة الثانية من “سهام الشرق” في محافظة أبين، عزم المجلس على مواصلة تطهير المحافظة وتأمينها.
وتوجد عناصر من تنظيم القاعدة في عدد من محافظات اليمن، خاصة الجنوبية منها، وتشنّ من حين إلى آخر هجمات ضد قوات الجيش والأمن الحكومية.
وتخضع محافظات جنوبية، هي عدن وشبوة وسقطرى ومعظم أبين، لسيطرة قوات المجلس الانتقالي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وكانت قوات الحزام الأمني أجرت الأحد عرضا عسكريا كبيرا في معسكر رأس عباس بالعاصمة عدن، بحضور قيادات عسكرية وأمنية بارزة ووزراء في الحكومة اليمنية.
وعقب العرض شوهدت العشرات من الآليات، من بينها ناقلات تقل الآلاف من الجنود، تقطع شوارع عدن متجهة صوب محافظة أبين، فيما كان الجنود يهتفون “بالروح بالدم نفديك يا جنوب”، في إشارة إلى جنوب اليمن الذي يخوض معركة على جبهتين ضد التنظيمات الإرهابية والحوثيين.
ويأتي دفع قوات الحزام الأمني بقوة ضاربة إلى أبين عقب تزايد الأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة، لاسيما في مناطق المحفد ومودية وعومران، حيث شنّ التنظيم المتطرف سلسلة من التفجيرات بالعبوات الناسفة.
وشهدت أبين منذ منتصف ديسمبر 2022 نحو ثماني هجمات إرهابية بالعبوات الناسفة، وقع مجملها في بلدات وادي عومران والمحفد ومودية شرقي أبين وخلفت 31 قتيلا وجريحا.
وخلال نوفمبر الماضي أسفرت سلسلة من الهجمات التي قام بها تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين عن سقوط 17 قتيلا وجريحا، من بينهم ضابط برتبة “رائد”، فيما نجا ضابطان بارزان آخران من هذه التفجيرات الإرهابية.
وزادت وتيرة تلك الهجمات في الفترة الأخيرة، خاصة في محافظة أبين، مع امتصاص تنظيم القاعدة الإرهابي لزخم العمليات التي انطلقت ضده وتحوله إلى تكتيكات العبوات الناسفة.
وانطلقت العملية العسكرية “سهام الشرق” في الثاني والعشرين من أغسطس الماضي وحققت اختراقات عسكرية “مهمة” في ست مديريات ساحلية وجبلية في أبين، منها خنفر وأحور ولودر والوضيع ومودية والمحفد.
وكان الجيش اليمني وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي يتقاسمان السيطرة على أبين، لكن في الثالث والعشرين من أغسطس الماضي أعلن الأخير عن السيطرة على أكثر من 90 في المئة من المحافظة، بعد ساعات على إطلاقه عملية عسكرية في المنطقة.