عبر عمر المحارمة مدير تحرير صحيفة الدستور الأردنية عن سعادته بالتواجد في العاصمة عدن منذ أسبوع للمشاركة بفعاليات المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، مؤكدا أن الواقع يختلف عن الصورة النمطية عن الأحوال في المنطقة.
وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن: :”بعد خمسة أيام في الجنوب العربي لا أبالغ إن قلت انني في أمتع رحلات حياتي، أولا من حيث القيمة المعرفية وزخم المعلومات الجديدة التي حصلت عليها هنا”.
وأردف: “ثانيا من حيث دفء الاستقبال وكرم الضيافة، وثالثا لأنني وللمرة الأولى أذهب لتغطية حدث أو قضية فأشعر أنها باتت جزءا مني وأنني بت جزءا منها”، متابعا: “في الجنوب العربي قضية كبيرة لشعب عاش الظلم والتهميش وسلب المقدرات لسنوات طويلة لأنه انساق يوما خلف حلم العرب بالوحدة”.
وأوضح: “فأنجز وحدته مع اليمن قبل أن تدرك قواه الاجتماعية والفكرية والسياسية أن بلدهم توحدت بالعاطفة دون وضع قواعد متينة تجعلهم شركاء في الدولة الواحدة، فتعرضوا لكل أنواع القمع والظلم وسلب الموارد وزرع بذور الفتنة، والقضاء على كل منجزاتهم الحضرية”.
وأشار إلى أنه: “عندما حاولوا استعادة حقهم تعرضوا لعملية قمع ذهب ضحيتها عشرات آلاف الشهداء”، لافتا إلى اعتقاد البعض “أن اليمن في عام 1990 عادت دولة واحدة كما كانت في عقود أو قرون سابقة، لكنني اكتشفت أن اليمن إقليم جغرافي كالمغرب العربي أو بلاد الشام”.
واستدرك: “لكنه يختلف عنهما أنه لم يكن تاريخيا ولا في أي فترة دولة واحدة وإنما كان ينقسم إلى الشمال حيث كانت دولة الإمامة قبل إعلان الجمهورية العربية اليمنية ومشيخات وسلاطين في الجنوب قبل أن تتوحد عام 1962 تحت اسم جمهورية اليمن الديموقراطي التي كانت واحدة من النماذج التقدمية التي تأثرت بضعف وسقوط الاتخاد السوفيتي”.
وأضاف أن: “الجنوب العربي هي التسمية التي يفضلها الناس هنا ويشيرون إلى الشمال باعتباره جار شقيق ويريدون استعادة دولتهم التي كان التعليم والصحة فيها مجانيان، والتي كانت منارة ثقافية وفكرية وشعب بلا أميه بينما كانت نسب الأمية تفوق نسب من يقرأ في غالبية الدول العربية الأخرى”.
واختتم بقوله: “باختصار ولكثير من الأسباب التي سمعتها أجد نفسي مع استقلال الجنوب- استقلال وليس انفصال- واستعادة حقه في دولته وتقرير مصيره، رغم أنني لم أكن أتخيل يوما إنني سادعم أي فكرة لتجزئة المجزء من عالمنا العربي”.