دمرتَ مقدرات بلادي المدنية من مطارات ومرافى ومستشفيات، وجسور ومدارس وشبكة اتصالات وكهرباء وخطوط. جمدتَ نشاطات المؤسسات الحيوية الفاعلة، هدمتَ المنازل على رؤوس ساكنيها، قتلت الآلاف من المدنيين العزل بدون ذنب يذكر، تحاصرني جوا وبحرا وبرا، وتزرع الفصائل المتناحرة لتزيد من شقائي وبؤسي، أتيت بحكومات هزيلة موسومة بالفشل والفساد وفرضتها عنوة علئ شعبي، ثم تزعم ظلما وبهتانا إنك ما جئت إلا لتحريري ومن أجلي، وما أنفقت طائل المال إلا في سبيل إسعادي، أي حرية تتحدث عنها يا مأخوذ بالكبرياء الزائفة، وأي سعادة تحققت من وراء نزقك المجنون، وأي رخاء يُرجى له حدوث في وطني المنكوب. أحلتَ بلادي الوادعة الآمنة إلى ركام وخراب، وجعلت حياتي البسيطة جحيم لا يطاق، فصار أملي سراب، ومستقبلي شديد السواد، وما فتئت تخطط كل يوم لتذيقني المزيد من الويل والعذاب، كيف تستطيع إقناعي أيها الأبله أنك صديق حميم، حريص على وطني، يهمك نمائي واستقراري، بعد ثمان سنوات عجاف مارست فيها كل أصناف البطش والاستبداد، وتجبرت على عباد الله الضعفاء، قتلا وإذلالا وتشريدا وتجويعا، حقيقتك البشعة تتكشف كل يوم، ومظالمك لابد إن تبلغ مداها في يوم، وصبرنا على عربدتك أوشك علئ النفاد، وعما قريب ستنفجر صيحتنا في وجهك الكالح، وسترحل عن أرضنا المغصوبة مذموما مدحورا، تشيعك لعنات الأرض والسماء.